أبرز الأخبار

مشروع بهاء الحريري الوحيد التخلص من سعد الحريري

ما يحبط خطة بهاء الحريري لملء غياب شقيقه عن المشهد هو أن الحريرية السياسية لم تعد هي الخيار المستقبلي وأن الرهان عليها قد انتهى.

قالت أوساط سياسية لبنانية إن تحركات بهاء الحريري واتصالاته في الفترة الأخيرة مع مكونات البيت السني تركّزت في أغلبها على إظهار أنه سيكون بديلا حقيقيا لسعد الحريري، وأنه ظل يذكّر كل من يتصل بهم بأخطاء شقيقه بالتفصيل، ما أوحى بانطباع أنّ مشروعه الوحيد هو التخلص من ذكرى سعد الحريري.

وذكرت الأوساط السياسية القريبة من الحراك السني أن بهاء الحريري أبدى انزعاجه من المقارنات التي تحصل بينه وبين شقيقه الأصغر من نوع: كيف ستتعامل مع تيار المستقبل، وهل ستحافظ على شبكة المعاونين والعلاقات التي أرساها سعد الحريري من قبلك، وهل أخذت منه معطيات ضافية عن وضع التيار تنظيميا وماليا وإعلاميا، وهل استشرته بخصوص التحالفات الانتخابية التي تنوي دخولها قبل الانتخابات المقررة في مايو المقبل؟

وأشارت هذه الأوساط إلى أن عقدة سعد الحريري التي تسيطر على الشقيق الأكبر ستجعل من دوره المستقبلي صعبا خاصة أنه لا يمكن بناء علاقات من الصفر. كما أن تجاوز أخطاء الشقيق الأصغر تتطلب من بهاء الحريري معرفة مختلف التفاصيل، وخاصة التواضع لسماع مختلف مكونات البيت الداخلي قبل إطلاق تصريحات قوية ضد حزب الله أو رئيس الجمهورية ميشال عون.
وقال بهاء الحريري في مقابلة مع فضائية الحرة الأميركية إن سعد “أخي وأحبه وهذا أمر مفروغ منه وللعائلة حرمتها”، لكن الخلاف معه “كبير وشاسع بالتفكير وبالرؤية حول كيفية السير إلى الأمام”.

واعتبر بهاء الحريري أن الموضوع لم يعد بينه وبين سعد “لأنه ترك الحياة السياسية”، مشيراً إلى أن “العربة تمشي إلى الأمام وليس إلى الوراء”.

ولا يعرف هل أن سر تركيز بهاء على نقد شقيقه يكمن في البعد الشخصي أم أنّ صورة سعد الحريري تقف أمام شقيقه الأكبر في بناء علاقات داخلية وخارجية جديدة خاصة في ضوء تقييمات بدت واضحة لدى جهات لبنانية وخليجية تعتبر أن الحريرية السياسية لم تعد هي الخيار المستقبلي، وأن الرهان عليها قد انتهى خاصة من جهة السعودية التي راهنت عليها ودعّمتها قبل أن تتراجع عن ذلك بعد فشل سعد الحريري في لعب معادل قوي بوجه حزب الله.

ويقول مراقبون لبنانيون إن ما يحبط خطة بهاء الحريري لملء غياب شقيقه عن المشهد أن غالبية الطيف السني لا ينظر إليه كبديل جديّ يمكن أن يقود دفة التوازن مع حزب الله، ولذلك فهم يبحثون عن بدائل أخرى.

ويعيش المكون السني في لبنان، الذي أضعفه غياب قيادات سياسية قادرة على التغيير، فراغا سياسيا ما يجعله جاهزا للاستغلال من قوى سياسية منافسة تسعى لتكريس رؤيتها بعد الانتخابات النيابية المزمع عقدها في مايو القادم، والتي يشير مراقبون إلى أنها قد تقلب خارطة التحالفات والتوازنات البرلمانية في لبنان.

ومؤخرا، غازل سمير جعجع زعيم حزب القوات اللبنانية المكون السني الأكثري، في خطوة يقول مراقبون إنها ربما جاءت بتشجيع سعودي.

وقال جعجع في تصريحات إعلامية “الأكثرية السنية هم حلفاؤنا بطبيعة الحال على المستوى الشعبي لا القيادي، وكل من لديه نفس طروحاتنا سيكون هناك انسجام معه، والأمور لم تعد تحتمل هدنات”.

وستؤثر مقاطعة الحريري وتيار المستقبل الذي يتبعه على العشرين مقعدا التي حصل عليها في انتخابات 2018، والعديد من المقاعد التي فازت بها جماعات أخرى لها تحالفات محلية مع تيار المستقبل.

ويشير المراقبون إلى أن تصريحات بهاء الحريري ضد حزب الله التي تكررت في الفترة الأخيرة لن تشفع له سنيا، فليس المهم التصعيد الكلامي والشعارات، ولكن الأهم هو القدرة على فعل ذلك، وهو ما لا توحي به قدرات بهاء.

ولطالما دعا بهاء الحريري إلى تنفيذ القرارات الدولية وسحب السلاح غير الشرعي واصفاً “حزب الله” بالإرهابي، ليعود ويكرر أنه “في زمن رفيق الحريري كان لبنان تحت وصاية شرعية سورية وافق عليها المجتمع الدولي والإقليمي، أما اليوم فليست هناك وصاية إنما فريق إرهابي كما يعتبره ثلاثة أرباع العالم ولا يملك أيّ وصاية شرعية”.

وأضاف “هذا الفريق أخذ شعباً بكامله إلى المهوار، وعندما كنا تحت الوصاية استطعنا أن نربح، فلماذا لا نستطيع الآن”.

وعن السياسة التي سيتبعها للتعامل مع شروط حزب الله وضغوطه قال “بالنسبة إلينا الانتخابات هي الأساس”، واصفاً “التحالف الرباعي الذي حصل بعد اغتيال رفيق الحريري بأنه كفر سياسي” مشدداً “نحن لا نتعاون مع حزب الله، لا تعاون مع حزب الله”.

كما نفى أن يكون هناك تواصل مع “حركة أمل” التي اعتبرها أنها لا تمثل الاعتدال الشيعي، قائلاً إن “التواصل يجري مع الاعتدال الشيعي”، مشيراً إلى وجود مقوّمات هائلة في الطائفة الشيعية تؤمن بالاعتدال وليس بالمسيرة التي أدت إلى هذه الكارثة.

واعتبر الحريري أنه في “عهد ميشال عون شهدنا انهياراً لبنانياً تاماً ورأينا عزلة دولية وعربية تامة للبنان، أصبحنا نصوّت في الجامعة العربية ضد إخواننا العرب وهذا لم يحصل بتاريخ لبنان، لذلك نعتبر أن العهد مسؤول عن هذه الأخطاء وعليه تحمّل المسؤولية”.

وعن مشروعه السياسي قال “هو تطبيق اتفاق الطائف وفيه فصل الدين عن السلطة التنفيذية والتشريعية، وجود مجلس شيوخ يعطي الصلاحيات للأقليات، تطبيق اللامركزية الإدارية، تحقيق استقلالية القضاء ومكافحة الفساد عبر قضاء مستقل”.

المصدر: العرب اللندنية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى