بأقلامهم

فرعون اللّغز في “الأشرفية”… فهل يطيح بالصحناوي؟

يعاني التيار الوطني الحر من تدني الحاصل الانتخابي لديه في دائرة بيروت الأولى لتراجع المزاج السياسي والشعبي الداعم له اضافة الى اتخاذ حزب الطاشناق قرارا بعدم التحالف معه، وكذلك وفاة الناشط السياسي مسعود الأشقر الذي يمتلك كمية أصوات كانت ترفد اللائحة بدعم يمكّنها من خوض الانتخابات التي أدّت الى فوز ثلاثة مرشحين في انتخابات العام 2018 .

حاليا يفتقد التيار لهذه العوامل الداعمة له وبات مرشحه الحصري وعنوان معركته كيفية تأمين فوز النائب نقولا الصحناوي الذي يتردد في خوض الانتخابات سيما أنه بات الهدف الوحيد للتيار لتحقيق نتيجة انتخابية تؤكد على بقائه في المعادلة السياسية المسيحية للعاصمة، سيما أن غياب الأشقر عن الساحة السياسية نتيجة وفاته وكذلك اتخاذ النائب أنطوان بانو قراره بعدم الترشح بات التجييش العوني يتمحور حول كيفية انقاذ ماء الوجه بتأمين فوز الصحناوي بكل الوسائل المشروعة وغير المشروعة والأساليب المتعددة التي ترافق أحيانا عمليات انتخابية غير نظيفة.

 

حتى حينه يبدو المشهد السياسي موزعا وفق التالي: لائحة التيار الوطني الحر التي تضمّ حاليا النائب نقولا الصحناوي عن المقعد الكاثوليكي ولم تستكمل بعد، لائحة القوات اللبنانية التي تضم الوزير السابق غسان حاصباني عن المقعد الاورثوذكسي، لائحة الطاشناق التي قد تبقي على النواب الحاليين حتى حينه، لائحة مدعومة من المصرفي انطون الصحناوي وتضم النائب جان طالوزيان في ظل الكلام عن امكانية انضمام النائب نديم الجميل اليها، لائحة النائبة المستقيلة بولا يعقوبيان والتي تمثل الحراك المدني وستستكمل مع الوقت.

وفي ظل هذا الواقع يبدو أن فريق الثامن من آذار يعاني من شرذمة نتيجة التباعد بين التيار الوطني الحر والطاشناق، في مقابل التباعد بين لائحتي القوات اللبنانية وأنطون الصحناوي اللذين كانا يصنفان حلفاء في السابق، ولذلك يعمد كل من هاتين اللائحتين لاستمالة الوزير السابق ميشال فرعون لكونه يشكل بيضة القبان ومكسبا سياسيا وانتخابيا، بما يعطي أي لائحة زخما يعزز موقعها ويعطيها دفعا في مقابل اللوائح المنافسة رغم أن حسابات القانون الانتخابي ألحق الظلم بفرعون في انتخابات 2018.

فميشال فرعون الذي كان مهندس المعارك في الاستحقاقات السابقة وبينها البلدية في العام 2018 عندما ضم جميع القوى المسيحية في لائحة واحدة لا يزال يدرس خياراته وبينها التحالف مع الحراك المدني الذي تتواصل مجموعات من قبله معه، خاصة انه يعتبر خصما شريفا أو حليفا صادقا في أي موقع وجد، وكان دائما همّه مصلحة لبنان الوطنية وكذلك المنطقة وأهلها.

ففرعون الذي التقاه مرشحين عدة أسوة بحاصباني، نديم الجميل، الطاشناق يشكل رأس حربة في اسقاط نقولا الصحناوي واخراج التيار الوطني الحر من المعادلة المسيحية للعاصمة بيروت.

اذ يتريث فرعون حاليا في اتخاذ قراراته بما يجعله لغزا أمام معظم القوى ،فهو لم يسر سابقا في عرض ليكون مع لائحة سعد الحريري والطاشناق في لائحة واحدة في 2018 لأنه رفض مواجهة قوى 14 آذار التي ستكون حتما في المقابل، وكانت نيابته محسومة يومها.

وفي ظل الغموض الذي يمارسه فرعون بما يؤدي الى اندفاع القوى السياسية نحوه لاستمالته سمع السياسيين الذين التقوه وكذلك زواره من أبناء المنطقة وبينهم مخاتير، بأنه قلق من تداعيات الواقع السياسي الحالي على لبنان على أكثر من صعيد اقتصادي واجتماعي ينعكس مباشرة على المواطنين وكذلك يبدي قلقه على مستقبل المؤسسات وقدرات الدولة وآداء عدد من المسؤولين بحيث لا يخفي تشاؤمه من مضاعفات المرحلة المقبلة.

إلا أن زوار فرعون لم يستطيعوا بعد معرفة جوابه النهائي أو استخلاص قراره الانتخابي، مكررا أمامهم بأنه مهما كان القرار الذي سيتخذه سيبقى الى جانب المواطنين وأبناء المنطقة ومتضامنا معهم في حقوقهم وضرورة استعادة ودائعهم مبديا استياءه الواضح من آداء المصارف وانعكاس تصرفاتها على الواقع المعيشي للمواطنين .

حتى حينه لم يمتلك زوار فرعون من سياسيين ومخاتير أي تصور أولي عما اذا كان سيترشح أم يعزف عن الترشيح أو يدعم أحدا عوضا عنه، مرددا بأن قراره سيكون قبل نهاية الشهر الجاري.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى