أبرز الأخبار

فيروس ينتشر بين اللبنانيين…انفلونزا أم كورونا؟

المدن:المصدر

يشكو كثر من حالات انفلونزا تتفاوت حدّتها تزامناً مع موسم الأعياد وعودة المغتربين، فتنتشر الفيروسات بشكل كبير بين اللبنانيين نتيجة التجمعات وعدم الاكتراث لإجراءات الوقاية. دفع ذلك إلى تخوّف بعضهم من عودة انتشار الكورونا من جديد، مع ظهور متحور “مثير للإهتمام” بحسب ما وصفته منظمة الصحة العالمية، والذي أكدت أنه الأكثر إنتشاراً وأطلقت عليه إسم “جيه إن 1″.
في السياق، يدور الحديث عن انتشار الإنفلونزا الموسمية H1N1 أيضاً، الأكثر شيوعاً في لبنان وهي عدوى تنفسية حادة. تتشابه أعراض الانفلونزا مع أعراض المتحوّر الجديد وتتركز على حرارة مرتفعة، ألم شديد في الرأس، آلام الجسم والسعال. ويؤكد الاختصاصي بالامراض الجرثومية الدكتور عيد عازار لـ”المدن” أنه ” لا يمكن تحديد الفيروس بدون إجراء الفحوص اللازمة، خصوصاً مع تشابه الأعراض”.

أصيبت ميرنا الحناوي (25 عاماً) بالتهاب في الجهاز التنفسي واضطرت للدخول إلى المستشفى نتيجة اصابتها بالـاh1n1 وذلك مباشرة بعد ليلة الميلاد والتقائها بعدد من الأصدقاء.

تصنّف فيروسات الأنفلونزا من النمط A إلى نوعين وفقاً لمجموعات البروتينات الموجودة على سطح الفيروس وهي (A(H1N1 و (A(H3N2، فيما الـ h1n1 هو الأكثر شيوعاً بين الناس . تنتشر الأنفلونزا الموسمية بسهولة وتنتقل عدواها بسرعة في الأماكن المزدحمة عن طريق الرذاذ الحاوي للفيروسات في الهواء. ويمكن أن يصيب الأشخاص الموجودين على مقربة من الشخص المصاب، كما ينتشر الفيروس أيضاً عن طريق الأيدي الملوثة بفيروسات الأنفلونزا.

تقول الحناوي:” بدأ أصدقائي يمرضون الواحد تلو الآخر، ولكنني الوحيدة التي دخلت إلى المستشفى”.

بحسب عازار”يندرج هذا المتحور تحت سلالة الأوميكرون، وليس متحوراً جديداً. وستزيد الحالات، إلى جانب الانتشار الكبير للانفلونزا” . ويشدد على ضرورة إجراء الفحص السريع للكورونا والانفلونزا الموجودين في الصيدليات فور الشعور بالعوارض، مع الحجر لمدة 5 أيام على الأقل في المنزل.

وتعيد منظمة الصحة العالمية تجديد دعواتها لاستخدام الكمامة وتجنب التجمعات الكبيرة خصوصاً مع بدء انتشار الـ JN1.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية ارتفاع معدل الإصابة بالمتحور الجديد بنسبة 52% في جميع أنحاء العالم بين 20 تشرين الثاني إلى 17 كانون الأول 2023. وأشارت إلى ضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية مثل التعقيم وارتداء الكمامة وأخذ اللقاحات لتفادي الإصابة وتخفيف الأعراض. ووفقًا للمنظمة، تسبّب الإنفلونزا الموسميّة نحو 3 إلى 5 ملايين حالة إصابة بأمراض خطيرة سنويًّا، ونحو 290,000 إلى 650,000 حالة وفاة بسبب مضاعفات في الجهاز التنفّسي، خصوصاً بين الفئات المعرّضة للخطر.

وكانت وزارة الصحة اللبنانية بالتعاون مع منظمة الصحة أطلقتا حملة تلقيح ضد الانفلونزا في تشرين الأول الماضي في مقر الوزارة، بعد وصول هبة 10,000 جرعة من ​لقاح الإنفلونزا​ الموسميّة إلى لبنان. وأعطت الوزارة الأولويّة لثلاث مجموعات: العاملون في مجال الرّعاية الصّحيّة في الخطوط الأماميّة، وكبار السّن المقيمون في دور رعاية المسنّين المتعاقدة مع الوزارة، والأفراد الّذين يعانون حالات صحيّة مزمنة، وخصوصاً مرضى غسيل الكلى الّذين تغطيهم وزارة الصحة.

وأشار مركز الأمم المتحدة للإعلام في بيروت إلى أن ” تقديرات عبء الإنفلونزا في لبنان نادرة. والبيانات المتوافرة تشير إلى أن عبء الإنفلونزا في لبنان يقدر بـ 48,1 لكل 100 ألف مريض يدخل إلى المستشفى بسبب الإنفلونزا الموسمية”.

مع تلاشي اهتمامنا بالاجراءات الوقائية بعد انتهاء موجة كورونا، عادت الانفلونزا لتنتشر وتشكل مصدر قلق لدى اللبنانيين. إلا أنها انفلونزا موسمية معتادة. أما بالنسبة لعلاجها فيؤكد عازار على أن “المضادات الحيوية لا تنفع مع هذه الأنواع من الفيروسات، واللقاحات والفحص المنزلي مفيد جدا في هذه الحالات”. كما توصي منظمة الصحة بالبقاء في المنزل والاستراحة، وشرب كميات كافية من السوائل مع التماس الرعاية الطبية عند الحاجة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى