بأقلامهم

هفوة أم رسالة مقصودة؟! / المحامي لوسيان عون

المحامي لوسيان عون – كاتب ومحلل سياسي

فوجئت لحظة مشاهدتي عبر التلفاز القداس الاحتفالي بعيد مار مارون في الجميزة بهتافات انصار النائب جبران باسيل يهتفون بحياة الرئيس عون مع التشديد عليه ” بس” دون سواه مع استثناء راعي الاحتفال الرئيس الروحي للطائفة المارونية البطريرك الراعي وحتى شفيع الطائفة نفسه مار مارون ،وقد تناسى هؤلاء سبب وجودهم في المكان وهيبة المكان والتزام الحشمة بداخله .
خلت للحظة انني مخطىء في انتقاد العهد الحالي فسارعت لامتحان ضميري لبرهة ظناً مني اننا ربما قد خرجنا اليوم بسحر ساحر من جهنم وتأمنت لنا ظروف العيش الكريم على وقع الهتافات بحياته…..
واذ تبين لي ان حلم الثواني قد تبدد من جديد…
فلا ماء ولا كهرباء والبطالة ونسب الفقر الى ازدياد والدواد مفقود والمؤسسات الضامنة مفلسة والاضرابات تخيم على لبنان من اقصاه الى اقصاه ،
لم يتغير شيء منذ الصباح وحتى لحظة إطلاق الشعارات البائدة التي صدحت بين جدران الكنيسة المرممة التي تصدعت بفعل انفجار المرفأ المدمر في ٤ آب….
لقد ثبت لي في هذا النهار ان ثمة شعاراً زائفاً لا زال قيد المتاجرة في سوق النخاسة هو ” بالروح والدم نفديك…..” جاهزاً ومعلباً للانتخابات النيابية معروضاً للبيع والشراء في واجهات المكاتب الانتخابية لصغار النفوس وعديمي الضمير قابل للاستهلاك المحلي، ومعد لشراء الضمائر والنفوس غب الطلب ولو بقينا في قعر جهنم مئة عام ، وهو ممزوج بغباء ووقاحة لافتة غير مسبوقة….
بقي ان نتوجه لبعض المثقفين الذين غرّر بهم على غفلة فلم تنفع عقود من الزمن على علاجهم من هذا المرض الخبيث الذي ينخر في الضمير والوجدان الانساني، يبقى لأشير الى ان رمزية المكان تهز عروشاً وهو كنيسة بداية علي اسم شفيع الطائفة وفي وسط العاصمة بيروت وبحضور البطريرك والاساقفة والرؤساد والوزراد والنواب والشخصيات السياسية المختلفة…..
فهل من رسالة مدروسة ارادها ولي العهد الطموح إرسالها الي كل هؤلها من هذا المكان بالتحديد ام كانت تشكل تصرفاَ عفوياً لبضعة صبيان تمكنوا من اختراق لواد الحرس الجمهوري باكمله مع كل التعزيزات التي يتخذها والاجراءات المحيطة بزيارات مماثلة لرأس الدولة؟!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى