أبرز الأخبار

لماذا سيوافق “الحزب” على التمديد لجوزيف عون؟

الكلمة أونلاين

بولا أسطيح

كل المؤشرات والمعطيات تؤكد ان مجلس النواب يتجه في جلسة يفترض ان تُعقد نهاية الاسبوع المقبل لرفع سن تقاعد قائد الجيش العماد جوزيف عون باطار صيغة قانونية شمولية لتجنب الطعن العوني. الحل حكوميا تبين ان ما دونه عقبات قانونية كثيرة لم ينجح ابرع الدستوريين بايجاد طرق لتفاديها. ومع اقتراب موعد احالة العماد عون للتقاعد بات ملزما اللجوء الى الخيار الاخير اي رفع سن التقاعد عبر مجلس النواب. الكل كان ينتظر الضوء الاخضر من حارة حريك واولهم رئيس المجلس النيابي نبيه بري. منتصف هذا الاسبوع حسم الحزب امره. فهو الذي كان لا يزال حتى مطلع الشهر الحالي يعول على حل يرضي الجميع وعلى رأسهم رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، وصل الى قناعة بأن هكذا حل طموح جدا. واتت الضغوط الخارجية عبر اللجنة الخماسية والتهديدات الصريحة بوقف الدعم للجيش، سواء اميركيا او فرنسيا لتجعل الحزب يحسم خياره بتغطية التمديد.

هما اذا سببان اساسيان، اضف ان الحزب اصلا لم يكن يمانع منذ البداية بقاء العماد عون في موقعه في هذه الظروف خاصة وان التجربة معه في السنوات الماضية كانت جيدة جدا وبالتالي هو يتعاطى معه على قاعدة ان “من نعرفه افضل ممن لا نعرفه في هكذا ظروف استثنائية”.

 

ولا يبدو الحزب متحمسا لان يدخل بمواجهة مع المجتمع الدولي في هذا الملف، باعتبار انه اصلا لا يعتبر عون شخصية يرفضها او تستفزه كما هي الحال مع النائب جبران باسيل. الا ان مصادر عونية تعتبر ان “تغطية الحزب للتمديد سيعني انه قبض ثمنا معينا”، مشددة على ان “القول ان نوابه لن يصوتوا لصالح التمديد او ان الحزب لا يمون على الرئيس بري، مبررات وحجج واهية لا يمكن ان تنطلي علينا”.

 

ولم يعد خافيا ان قرار الحزب هذا سيترك ندوبا في العلاقة بينه وبين “التيار” الا انها لن تكون ندوبا لا يعرفها الطرفان اللذان مرا في العام الماضي بالكثير الكثير، لحد بات محسوما ان ما يبقي هذه العلاقة قائما هو المصالح المشتركة التي تتقاطع حينا وتتعارض احيانا. وتقول مصادر معنية بالملف:”لا شك ان هذه الصفعة ستكون موجعة للتيار الا انه سيتخطاها كما تخطى سواها خاصة وان قرار انهاء التفاهم مع الحزب سيعني بقاء التيار وحيدا بمواجهة كل القوى الاخرى، باعتبار الا حليف له اليوم، حتى ما يجمعه مع الحزب لم يعد حلفا انما الواحد منهما يراعي الآخر لمصالح مشتركة بينهما ولعلمهما بأن ابقاء القنوات مفتوحة ولو بحدود دنيا امر يحقق افادة لهما.. فحزب الله يحتاج اليوم اكثر من اي وقت مضى للغطاء المسيحي بعد قراره فتح جبهك الجنوب منفردا، فيما التيار يحتاج الحزب لضمان عدم تفرد كل القوى به ونهشه سياسيا”.

 

ويبقى السؤال الاساسي، هل يؤسس المشهد الحالي وبخاصة على الصعيد النيابي لجهة تأييد الاكثرية للتمديد لعون لمشهد جديد رئاسيا، فيكون تمهيدا لاعتماده مرشح تسوية كبرى ايرانية-اميركية مقبلة لا محال عاجلا ام آجلا؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى