أبرز الأخبار

حزب الله يُبلغ سائليه: بتنا أكثر تمسكا بفرنجية رئيساً

تعكس الحفاوة التي استُقبل بها رئيس تيار المردة سليمان فرنجية في عزاء نجل رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد، مدى أهمية الرجل عند حزب الله قلبا وقالبا واعتباره من أهل البيت الذين لا يخذلون الحزب في الاستحقاقات الوطنية الكبرى أو الاستراتيجية وفق ما يؤكد مقربون من الحزب. فالحديث عن فرنجية في مجالس الحزب وداخل بيئته لا يُشبه الحديث عن الحلفاء الآخرين لاسيما رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، اذ يكفي الاشارة الى جمع فرنجية تأييد الثنائي حركة أمل- حزب الله له، لتبيان مدى أهمية الرجل داخل هذه البيئة وحجم رصيده السياسي، خلافا لباسيل الذي يعتبره جمهور حركة أمل المحرض الاول على تقسيم وحدة الساحة بين الحزب والحركة ورأس حربة الهجوم على الرئيس نبيه بري في مجلس النواب والحكومة، وبالتالي يتقدم فرنجية على باسيل في هذه النقطة والتي تُعتبر جوهرية بالنسبة للثنائي الساعي الى وحدة ساحته ومنع اختراقها من أي جهة وان كانت حليفة.

اما تاريخ العلاقة بين فرنجية والحزب فبعيدة عن المطبات أو الحرد السياسي، يغلب عليها التطابق في وجهات النظر ولعبت العلاقة بين الرئيس بري وفرنجية دورا في تثبيت هذه الشراكة وابعاد الهواجس التي ترافق علاقة الثنائي بالتيار الوطني الحر. وعندما تتحدث قيادات الثنائي عن وفاء فرنجية بالتزاماته فهذا يدل بشكل واضح على تثبيت معادلته الرئاسية لاسيما في ظل المتغيرات القادمة نحو المنطقة والتي تتطلب مواصفات تنطبق على فرنجية أكثر منها على أي مرشح آخر بمن فيهم باسيل.
ووسط زحمة الموفدين وما يدور في الكواليس، تشير المعلومات لـ “ليبانون فايلز” الى أن الحزب أبلغ من التقاهم من موفدين أن موقفه من الملف الرئاسي لم يتبدل بل أكدت احداث السابع من تشرين الاول وما تلاها على الجبهة الجنوبية وجهة نظره الداعية الى قراءة متأنية للواقع الرئاسي بعيدا عن “تشويش” بعض الاطراف وتتطلب ايضا قراءة موضوعية للموقف الاسرائيلي المتصل بأمن الحدود الجنوبية ليُبنى عليها الموقف النهائي من مواصفات الرئيس العتيد للجمهورية وشكل الحكومة الجديدة التي ستواكب المرحلة المقبلة.

وهنا يُشدد الحزب على مواصفات فرنجية الرئاسية التي تُبدد هواجس المقاومة لناحية عدم الطعن بها على طاولة المفاوضات أو التآمر عليها مع أطراف أُخرى في حال تعرض لبنان لضغط دولي يفرض عليه تقديم تنازلات على حساب دور الحزب في الجنوب، مستذكرا في السياق عهد الرئيس ميشال عون الذي حافظ على المقاومة وعزز وجودها وكان ذلك على حساب رصيده السياسي داخل بيئته. انطلاقا من هذه المعطيات يُبدي الحزب انفتاحه على اي حل سياسي في مسألة رئاسة الجمهورية واستعداده لتقديم تنازلات في اماكن أُخرى لاسيما في الحكومة ولكن ضمن اطار الثوابت المعمول بها في الحكومات السابقة لاسيما البيانات الوزارية التي تؤكد حق الحزب في المقاومة.
ينظر حزب الله الى التغييرات الطارئة من منطلق الفوز في المعركة ويعزز صمود الهدنة في غزة وتمددها مقابل قلق اسرائيل في الشمال من موقعه المتقدم ضمن المعادلة اللبنانية، وطالما أن سير المعركة يسير وفق ما هو مخطط له فهذا الامر يجعله رقما صعبا ضمن التوازنات الاقليمية والدولية ويعطيه فرصة فرض شروطه على القوى في الداخل لملء الفراغ الرئاسي وفق المعادلة التي يراها مناسبة. اما في حال قررت اسرائيل توسيع عدوانها على لبنان فعندها تبقى كل الاحتمالات واردة وحسمها ينتظر وقائع الميدان العسكري الذي يفرض معادلاته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى