ما بعد عظة الراعي الاحد ليس كما بعدها والحزب لن يعادي البطريركية في هذا الظرف

ما بعد عظة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي يوم الاحد الفائت – التي عبر فيها عن رفضه التام لتعيين قائد جديد للجيش في ظل الفراغ الرئاسي- لن يكون كما قبلها.

فقد اعتبر مصدر سياسي واسع الاطلاع، عبر وكالة “أخبار اليوم” ان هذا الموقف قلب كل المقاييس والموازين، حيث نقل عن اكثر من مرجعية في الدولة وفي مقدمهم الرئيس نبيه بري ان لا احد يريد المواجهة مع الموارنة وتحديدا مع بكركي، علما ان بري يؤيد ابقاء القديم على قدمه الى حين استقرار الاوضاع وعودة المؤسسات الدستورية الى انتظام عملها، خصوصا وان الوقت لا يسمح بالتغيير في المؤسسة الوحيدة الباقية والمستمرة بالانتاجية والفاعلية.

واشار المصدر الى ان الامور متجهة نحو بقاء العماد جوزاف عون في منصبه ولكن الاطار والشكل والصيغة القانونية لم تتبلور بعد، مشيرا الى ان عددا من الاطراف ومن بينها الرئيس بري تعمل على عقد جلسة لمجلس الوزراء من اجل تأجيل تسريح قائد الجيش.

وماذا عن حزب الله؟ اجاب المصدر: انه يسير بتأجيل التسريح حين تتبلور الصيغة، لن يكون متحمسا او مدافعا، لكنه سيغطي الامر، لا سيما بعدما دخل بري على الخط من باب ان المنصب ماروني ولا يجوز استغياب رئيس الجمهورية، كما ان الحزب ليس في وارد ان يعادي البطريركية المارونية في هذا الظرف الدقيق الذي يحتاج فيه الى الدعم الداخلي!

وكان البطريرك قد توجه في عظته الى السياسيين قائلا: لا يحقّ لكم أن تتلاعبوا باستقرار المؤسّسات وعلى رأسها مؤسّسة الجيش، وبروح الكيديّة والحقد والإنتقام. إذهبوا إلى المجلس النيابي وانتخبوا رئيسًا للجمهوريّة، وأوقفوا المقامرة بالدولة واستقرارها وشعبها وكرامته. وهكذا تنحلّ جميع عقدكم المقصودة لغايات رخيصة.

واضاف الراعي: في هذا الظرف الأمني الدقيق، والحرب الدائرة على حدودنا الجنوبيّة، من الواجب عدم المسّ بقيادة الجيش العليا حتى انتخاب رئيس للجمهوريّة. ولا يجوز الاعتداد بما جرى في مؤسّسات أخرى تجّنبًا للفراغ فيها. فالموضوع هنا مرتبط بالحاجة إلى حماية شعبنا، وإلى حفظ الأمن على كامل الأراضي اللبنانيّة والحدود، ولا سيما في الجنوب، بموجب قرار مجلس الأمن 1701، فأي تغيير على مستوى القيادة العليا في مؤسّسة الجيش يحتاج إلى الحكمة والتروّي ولا يجب استغلاله لمآرب سياسيّة شخصيّة.”

عمر الراسي – “اخبار اليوم”