أخبار محلية

الحزب سيحصل على تعويض لقاء عدم الانخراط في الحرب

ليبانون فايلز – ميرا جزيني

لم يخرج خطاب السبت للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عن سياق خطابه قبل نحو أسبوع. بمعنى أنه جاء هادئا وعقلانيا يأخذ في الاعتبار الكثير من العوامل والظروف المحيطة بالحرب في غزة، ليؤكّد أن الجبهة الجنوبية وما يقوم به الحزب من عمليات عسكرية هو في إطار المساندة وتخفيف الضغط عن غزة، من غير أن يتخطى الخطوط الحمر وقواعد الاشتباك التي لا تزال الضامن الوحيد لتجنّب الانزلاق نحو حرب شاملة.
ولا شكّ أن القرار الإيراني بالتعامل المضبوط مع الحرب في غزة انسحب هو الآخر على مجمل المجموعات التي تتأثر بطهران، سواء حزب الله والحوثيين أو الفصائل الناشطة في العراق. لذا كان بالإمكان رصد مستوى متساوٍ من الديناميكية العسكرية على الجبهات الثلاث، بالطبع مع اختلاف طبيعة العمليات وأنواعها. لكن لا يزال اللافت غياب أي ردة فعل على الجبهة السورية، في وقت حُكي الكثير عن تمايز وصل حد التباين بين القيادتين السورية والإيرانية في طريقة التعامل السوري أو استخدام الأراضي السورية لغرض مساندة غزة. ونتج من هذا التباين تثبيت الهدوء على الجبهة السورية.

وتعتقد جهات ديبلوماسية غربية أن الإنضباط عند الجبهة اللبنانية معبّر جدا، ويعكس رغبة إيران في أن تبقي الصراع برمته بعيدا من لبنان.

وتلفت إلى أنّ هذا الواقع يحمل إيجابية واحدة بمفعول محدود، وتطورا مُقلقا على المدى المتدرّج.
١-في المدى المنظور، قررت القيادة الإيرانية، على ما يبدو، تحييد حزب الله لبنانيا في حساباتها الجديدة. لذا أتى الانخراط الهادئ والمضبوط خلافا لواقعة تموز ٢٠٠٦، حين اتخذ الحزب قرار خطف الجنود للتخفيف عن غزة، فكانت حرب الـ٣٣ يوما المدمّرة.

٢-في المدى المتدرّج، يتمثّل القلق في ترجيح واقع أن الحزب سيشدّد قبضته على لبنان كثمن لحياده الغزّاوي. وليس من المستبعد أن هذه المعادلة قد رُسمت بمعرفة واشنطن وربما برضاها، وعلى الأرجح حضرت في صلب الحوار الأميركي – الإيراني القائم في أكثر من عاصمة، من بينها مسقط والدوحة. وبما أن تجنّب الانزلاق الى حرب إقليمية كان للحزب الدور الأكبر فيه، من الطبيعي من وجهة نظره كما من المنظور الإيراني، أن يحصل على تعويض جزيل لقاء عدم الانخراط في الحرب.
وتعتقد المصادر أن استهداف اسرائيل الشاحنة في منطقة الزهراني في عمق ٤٠ كيلومترا من الحدود وخارج إطار قواعد الاشتباك، إنما هو بمثابة اختبار اسرائيلي لكل هذا المستجدّ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى