أخبار محلية

ابرز ما تناولته الصحف الصادرة اليوم ٨ / ١١ / ٢٠٢٣

كتبت النهار

 

أكثر ما استوقفنا في ضجيج الردود والتعليقات التي أثارها الخطاب الأخير للسيد حسن نصرالله، “طرافة” عدم إتيانه إطلاقاً على ذكر بشار الأسد في مجريات ما يُسمّى “وحدة الساحات والميادين”! استفقد كثيرون تغييب الأسد من الخطاب المنتظر ولم يلحظوا قط تغييب كل الهيكلية الدستورية والمؤسساتية والجمهورية اللبنانية قاطبة، بصرف النظر عن المضمون الآخر المتصل باتجاهات المواجهة مع إسرائيل. ليست إثارة هذه “الطرافة” الآن من باب العودة الى ذاك الخطاب فيما الكلمة الثانية للسيد تتحفز على الباب بعد أيام، ولكن من باب آخر مرادف هو نصح الغيارى الذين يتفجعون على تمزيق القرار 1701 ومعادلة الشرعية الدولية – اللبنانية في الجنوب بامتلاك أعصابهم لأن الآتي أسوأ.

انهيار القرار 1701 حصل من اللحظة الأولى للمعادلة الميدانية التي نشأت في 8 تشرين الأول الماضي ولم ينتظر بدء توسيع المواجهة نحو قصف حيفا والرد بقصف إسرائيلي تجاوز جنوبي الليطاني كله. ولكن الأسوأ الذي تعنيه ليس ميدانياً فقط وإنما ما يفوق المجريات الحربية فداحة ويرجّح أن نشاهد ونشهد نموذجاً صادماً من دلالاته السبت المقبل في الرياض. في القمة العربية الطارئة تلك كما في القمة العادية التي سبقتها، جلس بشار الأسد ممثلاً سوريا بكل ما صارت عليه بأفضاله الى طاولة الرؤساء والملوك والأمراء العرب فيما سيغيب الرئيس اللبناني المغيّب للمرة الثانية (وهو الرئيس المسيحي الوحيد في الدول العربية) عن القمتين ولو تمثل لبنان برئيس الحكومة نجيب ميقاتي.

بطبيعة الحال لن نقول “وا عرباه” ولن ننوح على ما انتهى من نظام عربي ودولي يتشابهان تماماً أمام كوارث وأزمات وحروب، وإنما يستفزنا كلبنانيين أن يغدو التطبّع مع لبنان “المقطوع الرأس”، بالتعبير الأشد تقززاً، صنيعة الداخل الفارض الفراغ الرئاسي ومشتقاته في المواقع الكبيرة كما صنيعة الخارج المتعامل ببراغماتية مشبوهة مع هذا اللبنان المشوّه الإرادة. قيل إن مسألة الفراغات المسيحية تعتمل الآن بفعل اقتراب الضربة الثالثة التي يخطط من خلالها صانعو الفراغات ومعهم حزبان مسيحيان لإحداث خلخلة خطيرة في مؤسسة الجيش بالتواطؤ مع عدد من مكوّنات أخرى غير مسيحية. إذن لماذا التفجع على القرار 1701 في الجنوب ما دام انهيار الشرعية الدستورية اللبنانية دخل سنته الثانية ولم يرفّ جفن ولا قامت قيامة على تغييب رئيس الجمهورية الرابع عشر وصار الفراغ في الدولة الذريعة التالية الجاهزة لإفراغ الجنوب من القوات الدولية والجيش اللبناني نفسه وانتشار معادلة أذرع “محور المقاومات” بشتى فروعها حتى ليكاد بعضهم يناشد “حزب الله” أن يحصر الانتشار الميداني به وحده خشية من تعاظم التفلت والتسبب بالمحظور المدمّر الساحق الذي ينذرنا به الجميع.

والحال أن استحضار القمة العربية الطارئة الى هذه العجالة الآن لا يتصل بأي تعويل وهمي على ما يمكن أن يصدر عنها، ولكن صار يمكن الجزم بأن الخطر المحدق بانزلاق لبنان تصاعدياً نحو حرب يوازي تماماً خطر المضيّ برعونة انتحارية في ترك لبنان بلا رئيس ونظامه بلا ضوابط لأن أثر الحرب المحتملة المخيفة يوازيه تماماً خطر تفجّر بقايا الوحدة اللبنانية وتمزقها بجوانبها الميثاقية والسياسية والاجتماعية متى تكرّس فعل التعطيل والاستهانة بالمواقع المغيّبة على غرار ما جرى ويجري منذ أكثر من سنة. إنه السباق الجهنمي على الأرض وفي السياسة وعبر التفريغ التصاعدي للمواقع وكأننا صرنا في الميل الأخير من الإجهاز على كل لبنان الشرعية فأبشروا!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى