أبرز الأخبار

الأحزاب تتحضّر للحرب: ورش تنظيم وتمويل وغرف عمليات

في ظل التكتم الكبير الذي يحيط بغرفة العمليات المشتركة لمحور المقاومة، وفي ظل ابتعاد قيادات حزب الله عن النشاط السياسي اليومي والتفرغ لحرب غزة، تجد الاحزاب السياسية اللبنانية ولاسيما الاساسية نفسها بعيدة عن الجو العام للتكتيك العسكري الحربي، خصوصا تلك المقربة من حزب الله كالتيار الوطني الحر وبعض مجموعات اليسار، وهذه الاخيرة ينحصر دورها في الداخل في اطار تلبية النداءات الاحتجاجية كتلك التي شهدنا بروفا عنها امام السفارة الاميركية في عوكر وايضا امام السفارة الفرنسية وما رافق ذلك من اعمال شغب مقصودة لتوتير الاجواء داخل بعض البيئات الرافضة لسلاح الحزب ولاقحام لبنان في اجندات خارجية.
ومع اقتراب ساعة الصفر الاسرائيلية لغزو غزة بريا، وارتفاع وتيرة الاشتباكات جنوبا بانتظار ساعة صفر الحزب لهجوم واسع، بدأت الاحزاب باستجماع كوادرها وتنظيم خطواتها لحماية البيئة الشعبية في حال بدأت الحرب الاسرائيلية اللبنانية. تختلف ظروف هذه الحرب عن تلك التي اندلعت عام 2006 خصوصا من الناحية الاقتصادية، فالدولة اللبنانية يومها كانت قادرة على توفير الجزء الكبير من المواد الاساسية كما ان المنظمات الانسانية والصناديق المانحة، دعمت لبنان على المستوى الصحي وتم توفير حصص غذائية للعائلات النازحة تزامنا مع قدرة القرى التي استقبلت نازحين على توفير ما يلزم لهم. اما اليوم فالامور تغيرت وفرص دعم النازح تقلصت والجميع بات بحاجة الى تمويل مادي فكانت الاستعانة بالمنظمات غير الحكومية القادرة على الاستجابة لأي خطة طوارئ يتلاءم عملها مع ظروف الحرب. استعانة الاحزاب بتلك المنظمات جاءت أيضا بعد تجربة انفجار المرفأ حيث تم تحويل الاموال الى هذه المنظمات وقد استفادت قوى التغيير منها وتمكنت من بناء حملتها الانتخابية على انعكاستها المالية وقد نجحت، وهذا السيناريو لن تسمح الاحزاب بتكراره في حال نشوب اي حرب.
عدد كبير من الجمعيات تعمل تحت غطاء مدني ولكن في الواقع تضم حزبيين ينتمون الى قوى سياسية تقليدية، وقد أنشأت بعض الاحزاب غرف عمليات لتواكب التطورات الحاصلة وتواصلت للغاية مع مراكزها في المناطق وطلبت منهم تعبئة استمارات لمعرفة الحاجات الواجب توفيرها او التنسيق مع منظمات غير حكومية مقربة من تلك الاحزاب للحصول على دعمها.

وفي اطار التواصل مع المحازبين ووضعهم في صورة ما يجري، كثفت الاحزاب لاسيما المسيحية اجتماعاتها القيادية ووضعت خطط عمل سريعة للاستجابة للكوارث التي قد تنجم عن الحرب. وبعض هذه الاحزاب تواصل مع دول صديقة له وطلب منها تأمين خطوط امداد آمنة للمناطق التي يتواجد فيها منعا لأي تطور معاكس يمنع ايصال المساعدات الى المناطق لاسيما الحدودية.
كما طلبت الاحزاب من مناصريها اجراء احصاءات للشقق السكنية في القرى الآمنة في خطوة استباقية لتأمين النازحين، وطُلب من اللبنانيين المتمولين في الخارج تحضير خطة استجابة تكون على شكل جمع تبرعات للأهل في لبنان في حال اندلعت الحرب وتشكيل قوة ضغط تتبنى شعار تحييد لبنان عن الصراعات في المنطقة لاسيما تلك الموجودة في الولايات المتحدة الاميركية.
تسعى الاحزاب الى استعادة دورها في “النكبات” لاسيما بعد أن مُنيت بهزيمة في انفجار مرفأ بيروت تمثلت بإغداق المنظمات غير الحكومية بالاموال وعدم اعتراف الدول الغربية بالقوى السياسية التقليدية اللبنانية.

علاء خوري/ ليبانون فايلز

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى