بأقلامهم

الإنتشار والإقتصاد / انطوان سعادة

انطوان سعادة / كاتب ومحلل سياسي

لِكلّ دولة ما تسمّيه “انتشار” من صفوف أبنائها، والانتشار رافد أساسي للاقتصاد والثقافة والإطلاع على باقي الحضارات.

لبنان بلد تميز بانتشار أبنائه، حتّى أنّه قد يكون البلد الوحيد الذي يفوق عددُ المنتشرين عددَ سكانه. من هنا يلعب الانتشار احد اهم الادوار بدعم لبنان وليس اقتصاديًّا فقط، إنّما بتفاعل الانتشار مع سياسة لبنان البلد الأم، إلى الحدّ الذي لا يبخلون معه بالدعم المعنوي والسياسي. والأمثلة على ذلك كثيرة منها مقررات الأمم المتحدة بشأن لبنان ومنها ما يدخل لبنان من دولارات سنويًا، وغير ذلك…

نعم، ان مؤشر الميزان التجاري يشير الى فائض ٣ مليار دولار والسبب الاساسي هو الانتشار ومساهمته الفعالة في الاقتصاد.

اليوم بسبب الوضع المزري الذي أقحِمَ فيه البلد، اصبحت حاجة لبنان تصل إلى ٨٠٠ مليون دولار في الشهر لتغطية استيراده في كافة القطاعات، اي ما يساوي ١٠ مليار دولار في السنة.

الانتشار يحول الى لبنان في السنة ٧ مليار دولار ويورد ما قيمته ٣ مليار دولار، كما يُحول الى الجمعيات حوال ٣ مليار إضافيّة، مما يجعل الفائض بالدولار على عتبة ٣ مليار دولار.

من هذه الأرقام نرى أن الانتشار يساهم بما نسبتُه ٦٠٪؜ من الاقتصاد اللبناني.

لكن المطلوب اليوم هو مضاعفة الجهد المادي والسياسي والضغط بقوة عبر إنشاء لوبيات (مجموعات ضغط) لبنانية قوية لمحاولة التغيير في الواقع اللبناني وانقاذ البلد. واهم دور للانتشار في هذا السّياق هو إبقاء لبنان ضمن دائرة الضوء والاهتمام في دول القرار .

وهذا يرتّب على الدولة اللبنانية دورًا كبيرًا وهو حماية أبنائها في الانتشار ورعاية شؤونهم، وذلك عبر تحفيز سفاراتها للعب هذا الدور بفاعليّة وحِرص بدل الاكتفاء بدور المتفرّج وتسهيل المعاملات الإداريّة ليس إلّا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى