أخبار محلية

مناورة بين برّي وفرنجية لانتخاب قائد الجيش

“ليبانون ديبايت” – محمد المدني

بعد الإجتماعات التي عقدها الموفد الفرنسي جان إيف لودريان خلال الأيام الثلاثة الماضية، اتضح أن المبادرة الفرنسية التي اعتمدت رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية مع معادلة في رئاسة الحكومة، قد تمّ وضع حد نهائي لها.

هذا الأمر تجلّى في اعتبار المرشحين المتنافِسَين الوزيرين السابقين سليمان فرنجية وجهاد أزعور، خارج السباق الرئاسي، مع توجّه نحو الخيار الثالث، حيث يتقدّم قائد الجيش العماد جوزف عون، مع ما يحتاجه من تعديل دستوري، وإلى اقتراع أكثر من ثلثي أعضاء المجلس النيابي لتعطيل إمكانية الطعن بانتخابه لدى المجلس الدستوري، والذي يحتاج إلى ثلث النواب.

وفي هذا السياق، تبدي مصادر مطلعة وعلى بيّنة بما يحصل من مشاورات وما يُعقد من اجتماعات، بأن رئيس المجلس النيابي نبيه برّي، على تنسيق مع الوزير فرنجية، لتأمين الثلثين للعماد جوزيف عون، وذلك لإحراج رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، وبأي حال لإيصال من لا يرغب به باسيل، وتحديداً الجنرال عون.

وهنا التساؤل الكبير جداً حول موقف “حزب الله” من هذه المناورة السياسية التي بدأت تجلّياتها تظهر ولو في أطر ضيقة، خصوصاً بعد التحاليل والإستنتاجات التي أحاطت بلقاء الصدفة “المقصود” منذ أيام بين رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد وقائد الجيش، والأيام المقبلة كفيلة بالجواب على هذا التساؤل بعد زيارة رعد بنشعي أول من أمس ولقائه فرنجية، وعلى الأخصّ للتزامن مع الحوار بين الحزب والتيار.

إلى حوار الحزب والتيار، يبدو أن الطبخة لم تستوِ بعد كما يحلو لجبران باسيل، لكن الجدير ذكره أن الحوار القائم بين حارة حريك وميرنا الشالوحي، هو الفرصة الأخيرة لباسيل كي يصلح علاقته ب”حزب الله”.

وفي حال لم يساهم باسيل، أو يوافق على وصول فرنجية إلى سدّة الرئاسة، فإن طبيعة العلاقة بين الحزب والتيار ستتغير، لكن ذلك لا يعني حصول قطيعة أو خصام مطلق، ولكن لن يكون هناك عودة للتفاهم ومندرجاته السابقة، وتحديداً ما يتعلق بمكاسب السلطة وغنائمها التي يسعى باسيل لتحصيلها.

الأمر اللافت في الآونة الأخيرة، هو أن مسألة ترئيس جوزف عون بالنسبة ل”الثنائي الشيعي” بات وارداً جدياً، ويصحّ القول أن عون من الخيارات المطروحة لدى “حزب الله” وحركة “أمل” بعد فرنجية، إنما “الثنائي” لن ينتقل من فرنجية إلى الخيار الثالث من دون اتفاق دولي كبير يتمّ مع الدول الراعية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى