بأقلامهم

نعم سنبكي يومها… لكن فرحاً

كتب المحامي لوسيان عون :

نعم سنبكي دماً يا سعادة النائب إلى ان يحين وقت الخروج من جهنم
قد بكينا دماً عندما نخر الفساد في دوائرنا وارجاء وطننا..
بكينا دماً عند صم آذانهم وتفجير عاصمتنا…
بكينا دماً عندما نهبوا مدخراتنا وودائعنا وخزينة وطننا
بكينا دماً عندما طعنوا قضاءنا ومؤسساتنا
بكينا دماً على ارواح شهدائنا في المرفأ
بكينا دماً على جرحانا ومعاقينا بفعل إهمال حكامنا ومسؤولينا
بكينا دماً على بثهم الحقد والكراهية والضغينة في نفوس بعض مواطنينا
بكينا دماً على انهيار عملتنا الوطنية
بكينا دماً على فقدان ادويتنا
وتبديد تعويضاتنا
بكينا دمنا لعجزنا عن ادخال مرضانا وطردهم من مستشفياتنا
بكينا دماً على هجرة زهرة شبابنا
بكينا دماَ على طعننا في ظهورنا بخناجرهم وبيعهم لبلادنا وثرواتنا النفطية
بكينا دماَ لصفقاتهم وسمسراتهم
بكينا دماً على عشرات المليارات التي نهبوها على اساس تامين لنا الكهرباء والماء والبنى التحتية ولم نر منها سوى الجوع والعطش والتعطش الى رغيف الخبز على ابواب افراننا
بكينا دماً على تراثنا وعزنا وحضارتنا وسياحتنا
بكينا دماً على رجالاتنا العظام قبل ان يحل اقزام يتحكمون بقراراتنا وبمصيرنا وممتلكاتنا وثرواتنا
بكينا دماً لاننا خُدعنا بحكم قوي وعهد فولاذي فجلدنا وحرمنا الماكل والملبس والمأوى والماء والهواء النقي
بكينا دماَ لأن حكامنا نثروا من حولنا جبال النفايات والقمامة لقهرنا وقتلنا……
لكن يا سعادة النائب الذي يبحث يائساً عن وزارة ومنصب ورضى الباب العالي مستجدياً البلاط….
لن تعثر عن مبتغاك بعد اليوم في قصر رملي متهالك متصدّع على شفير الإنهيار….
نطمئنك أننا لن نبكي يوم تخال ان يكون يومها البكاء والنحيب…
يومها سنبكي فرحاً وبهجة وانتصاراً بالظفر الكبير….
سنبكي من سعادة الخروج من جهنم إلى الحرية،
من العبودية الى الحياة الكريمة
من السجن الكبير، من الاقامة الجبرية حيث ممنوع علينا فيها الحصول على الدواء والرغيف والمياه والكهرباء وجواز السفر والاستشفاء وكسرة الخبز حيث خجل اهل داعش وحراس سجون المزة وغوانتانامو التنكيل بسجنائهم هناك
إلى الحرية ذاك اليوم التاريخي المجيد الذي ننتظره….
صدق غبطته الراحل البطريرك صفير الذي أفصح يوماً عن زوال ” الكابوس”…
كلام معبر للتاريخ…. وتاريخ يعيد نفسه…. مع الاشخاص أنفسهم،
لعل يوم ٣١/١٠/٢٠٢٢ سيكون يوم قيامة لبنان من جهنم… لنبكي معاً فرحاً…

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى