بأقلامهم

لو يدرون ماذا يفعلون / المحامي لوسيان عون

بقلم المحامي لوسيان عون

أمس تاكد بما لا يقبل الشك ان الطبقة السياسية التي حكمت لبنان وقادته الى الانهيار ،فالافلاس لم تكتف بما اقترفته يداها ،بل تعدته الى دفع احد القضاة لاتخاذ تدابير تمعن في اجراءات الحصار وتصل الى حد تقويض النظام المالي – التجاري – المصرفي رغم كل الملاحظات والارتكابات التي مارستها المصارف وهي مدار متابعة واستنكار.
فالاجراءات التي اتخذتها القاضية غادة عون ( والمعروفة خلفيتها ومرجعيتها السياسية للأسف) تصيب مقتلاً التحويلات المالية للمصارف الى خارج لبنان ،وهذا ما ينسف القواعد التي ارتكز عليها نظام لبنان منذ عقود عدة حتى تاريخ ١٧ تشرين ٢٠١٩ مستهدفاً تعامل المصارف اللبنانية مع المصارف المراسلة في الخارج وهو من شانه تكبيل الحركة الاقتصادية والتجارية والصناعية ،وكأني بالمقررة توجه الضربة القاضية لهذا النظام.
بعيد قرارها المشؤوم والضجة الكبيرة التي اثارها، عادت عون وأصدرت قراراً لتبريد الاجواء جزئياً وقد نص على أن “هذا القرار لا يتعلق بتحويل الأموال من اجل شراء المواد الغذائية او الطبية او ما يتعلق بتحويل الاموال للطلاب وبكل تحويل مبرر بحاجات خاصة”.
يبقى عذراً اقبح من ذنب في أن ما تقرر يستهدف كافة الاعمال التجارية والصناعية ،وان من اصدر هذا القرار هو نفسه أحدث ازمة المصارف والسيولة وحتى الهندسة المالية المشؤومة التي غيرت وجه لبنان منارة الشرق ووصلته مع الغرب!!!
إنها جريمة العصر لرجال عهد وفريق سياسي تعمد تدمير وجه لبنان ومرتكزاته الاقتصادية والمالية، وستبقى هذه الجريمة التي نسفت ثقة المستثمرين والمغتربين والتجار والمودعين لعقود بصمة لن تمحى من تاريخ لبنان ،
هم لا يدرون ماذا يفعلون ،
رحماك ربي إرفع عنا غضبهم المتمادي رأفة بلبنان وبعباده.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى