أخبار محلية

رسالة سورية وصلت إلى فرنجية…ما هي ؟

ليبانون ديبايت-وليد خوري

في بيروت، يستمهل رئيس تيّار “المردة” سليمان فرنجية، إعلان ترشيحه لرئاسة الجمهورية. هذه الخطوة التي يحتاجها “الثنائي الشيعي” للخروج من دائرة أخذت توحي أن فرنجية مرشّح “الثنائي” فقط، يتعامل معها الأخير بحذرٍ شديد، فيما يبدو عليه الأمر، أنه ينتظر توافر أجواء ومناخات إقليمية مؤاتية.

أخيراً، وصلت إلى فرنجية أجواء من دمشق، مفادها “الإنتظار وعدم التسرّع في إعلان الترشيح”. فهم أن الأجواء الإقليمية لا زالت غير مشجّعة وتوجب الإنتظار، وأن عليه إفساح المجال أمام الترتيبات الجارية بين المملكة العربية السعودية والدولة السورية، في شأن استعادة العلاقات الدبلوماسية بينهما. وثمة من يعتقد أن الترتيبات الجارية بين القطبين الإقليميين، قد تعود بفائدة على فرنجية، ربطاً بقراءاتٍ متأنية للحدث السعودي – السعودي، إذ بات الأخير يرى ضرورةً في التنسيق والتعاون مع دمشق من أجل حلّ بعض مشاكل المنطقة، ما أخذ البعض صوب الإعتقاد باحتمال إعادة تفعيل معادلة س ـ س.

عملياً، ما نُقل أخيراً عن احتمال ذهاب فرنجية إلى إعلان انسحابه من السباق الرئاسي بدل إعلان ترشيحه، أتى بشكلٍ ملتبس. فالفكرة قامت على احتمال إقدام فرنجية على خطوة التراجع عن الترشيح في حال انعدام الحظوظ على المستوى الإقليمي، بحيث يقتصر دعمه داخلياً على “الثنائي الشيعي” دون غيره، مع الإشارة إلى أنه ما زال من المبكر الحسم في هذا الموضوع، طالما أن ثمة نقاشات تدور خلف الأبواب الموصدة، مع نوابٍ من خارج اصطفاف “حزب الله” ـ حركة “أمل”.

لكن ما يحسبه فرنجية جيداً، ليس الوضعية الداخلية المُلتبسة، إنما الواقع الخارج المُثقل. فبحسب أكثر من ديبلوماسي ينشط في بيروت، ثمة تباعد في المواقف والأفكار بين السعودية وفرنسا والولايات المتحدة حول الحلول الرئاسية، وهو ما أشارت إليه حركة المساعدة في وزارة الخارجية الأميركية للشرق الأدنى باربرا ليف. فبينما ترى باريس أن فكرة “المقايضة” بين رئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس الوزراء “قائمة وقد توصل إلى حلّ”، يؤخذ على باريس، وتحديداً فريقها المُمسك بالملف اللبناني، أنه كثير الأخطاء وقصير الرؤية، وهذا الكلام منسوب إلى ديبلوماسي غربي معروف. وتبيّن المعلومات، أن ثمة خللاً في آلية التنسيق داخل الإليزيه في ما له صلة بتقدير الموقف من المسألة اللبنانية. فخلية العمل تواجه اعتراضات كبيرة مصدرها وزارة الخارجية الفرنسية، التي تجد أن مسار الضغوطات الإقتصادية على سياسيين، قد يؤمّن تأثيراً أكبر للسياسة الفرنسية داخل لبنان. على صعيد المملكة العربية السعودية، فالأخيرة ما زالت تتجنّب الدخول في الأسماء، في الإجتماعات الرسمية وغير الرسمية (خارج لبنان أو داخله) وتذهب فوراً نحو معايير الرئيس (إنقاذي إصلاحي).

ورصد خلال الفترة الأخيرة تباين واضح مع سياسات الولايات المتحدة الأميركية. فالأخيرة التي يُردّد عن لسان سفيرتها في بيروت دوروثي شيا، أن لا مشكلة لديهم في التعاطي مع فرنجية في حال انتخابه رئيساً، لم تخرج السعودية بعد من فكرة أن الرئيس المقبل لا بد أن يكون مختلفاً ولا يشكّل امتداداً للسياسات السابقة، والمقصود هنا، عهد الرئيس السابق ميشال عون. فالرياض ترى أنه في الإستراتيجية، يشكل عون وفرنجية تقاطعاً واضحاً في هذا البعد القريب من “حزب الله”. وعملاً بما تقدم، تخلص المصادر، إلى أن احتمالات إنضاج ظروفٍ ما في الملف الرئاسي، قد تطول نسبياً، أقلّها حتى تدخل المصالحة السورية – السعودية مدار التنفيذ والتطبيق الجديين، وما إذا كانت تحمل بوادر إيجابية بالنسبة إلى الملف اليمني الذي تضعه الرياض على سلم أولوياتها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى