بأقلامهم

أزمة القرداحي : فرحة لم تكتمل / المحامي لوسيان عون

المحامي لوسيان عون – كاتب ومحلل سياسي

غلطة الشاطر بألف غلطة… فكم بالحري غلطة الأغبياء الذين اساءوا تحليل الوضع الإقليمي وعاشوا انتصارات وهمية من افغانستان الى سوريا والعراق وغزة وهزيمة حلموا بها لدول الخليج وخاصة للسعودية لكن سرعان ما ادركوا بعد استخفاف واستهزاء بأن دور هذه الدول لم يتقلص بل منح هامشاً من النفوذ الإقليمي سرعان ما ظهرت ارتداداته في الآونة الأخيرة.
لقد استخف الحكام في لبنان بتحذير السفير السعودي البخاري بإعطاء مهلة ٧٢ ساعة للوزير قرداحي بالإستقالة لكنهم كانوا سكارى بأوهام الممانعين الأشاوس، فاداروا الآذان الصماء للطلب السعودي الذي ما لبث ان تبين تمثيله لمعسكر دول التعاون الخليجي برمته، وقوبل الموقف بتعنت لافت من الوزير قرداحي الذي ظهر وكأنه يجسد الموقف الرسمي للدولة اللبنانية فكان ما كان وتبين للقاصي والداني أن المعركة التي فجرها الثنائي ومن خلفه ايران لم يكسبها هذا المحور، بل ارتدت عليه وبالاً من العزل والمقاطعة التي نجت من كارثة حقيقية لو لامس التصعيد السعودي طرد اللبنانيين العاملين من دول الخليج.
اما اليوم، وقد أيقن اهل الممانعة قبل سواهم ان احلامهم قد تبددت وأسوارهم قد انكسرت وأن الثنائي الاميريكي – الروسي الذي تولى توزيع الأدوار في المنطقة اعطى بالتوافق مع الفرنسي دوراً بارزاً للسعودية في كسر شوكة السلطة الحاكمة في لبنان وهي تعد العدة بعد تعنت دام شهراً ونيفاً من عمر عهد متهالك نخره الفساد والإفلاس لاستقالة تشكل ضربة في الصميم مهما كانت له مبرراته وذرائعه.
في المحصلة،
من يعوّض الخسائر بمئات مليارات من الدولارات للاقتصاد والصناعة والتجارة والزراعة نتيجة التدابير التي اتخذتها الدول العربية،
من يعوض الخسائر الناتجة عن عدم انعقاد مجلس الوزراء وتعطيله لاسابيع نتيجة نزوات قوى سياسية ووزير جاء من رحم عالم الاعلام الى السياسة فأفسد اقتصاد الوطن ومقوماته وعلاقاته بالدول الصديقة والشقيقة ودمر ما عمل اللبنانيون من جهود لتمتين اواصرها على مدى عهود متتالية منذ ايام الرئيس الراحل كميل شمعون ،
حقاً الوطن يحتاج لعهود لسبك روابط متينة وعلاقات طيبة مع دولة اخرى،
اما تدميرها فتحتاج لكلمة او موقف متهوّر او تصريح لموتور استحضر على غفلة من الزمن، فكم بالحري إن تولى الحاقد الموتور وزارة سيادية كالخارجية او الاعلام فمثّل وتمثّل قبل أن يتلقى أمثولة كلفت وطنه خسائر لا تعوّض !

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى