أبرز الأخبار

بعد تحييده منذ بداية الصراع … إسرائيل تحاور برّي بالنار

في لبنان الذي يعاني راهناً من فقدان التوازن السياسي بفعل الفراغ الرئاسي الذي يقترب من إتمام عامه الثاني، مفاوض واحد وحيد هو رأس السلطة التشريعية، الحاصل على تفويض كامل غير قابل للعزل من جانب الأمين العام السابق لحزب الله السيد حسن نصرالله في الكثير من الملفات، وعلى رأسها وقف إطلاق النار على جبهة الجنوب وإخماد شراراتها المندلعة في البقاع والضاحية الجنوبية لبيروت.

المفاوض الأول والأخير الرئيس نبيه بري، الذي استقبل المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين منذ ثلاثة أيام، سُربت له مواقف ترفض ما حمله من شروط إسرائيلية لوقف النار من ضمنها القول: “ليس وأنا على قيد الحياة أنعى المقاومة” قبل أن يتمّ سحب الموقف، وتشييع معلومات عن مفاوضات جيّدة وبنّاءة لكنها لا تحيد عن القرار 1701، قافزةً فوق كل ما سبقه من قرارات لا سيما الـ 1559 الذي ينص حرفيّاً على تجريد كل الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية من سلاحها ومنها حزب الله.

موقف الرئيس بري فتح أعين الحكومة الإسرائيلية عليه، لأنه الجهة اللبنانية الممسكة بالمفاوضات غير المباشرة معها، فكانت رسائل بالنار لفحت مناطق نفوذ حركة أمل في الجناح حيث استهدفت غارة مبنى يقع على مقربة من مكتب للحركة في المنطقة المذكورة ألحقت أضراراً جسيمة بمستشفى رفيق الحريري الجامعي، موقعة نحو ثمانية عشر شهيداً وستين جريحاً.

الليل الساخن الذي عاشته بيروت وضاحيتها الجنوبية، والرسائل الموجّهة إلى الرئيس بري بعد ساعات قليلة من لقائه هوكشتاين، بلغت مستشفى السلام العائد للنائب في كتلة التنمية والتحرير فادي علامة، والاتهام الخطير بوجود مخزن لأموال حزب الله، فيه ملايين الدولارات والذهب العائد للبنانيين. وعلى الرغم من عدم استهداف المستشفى إلّا أنّ المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي حاول إظهار محبته تجاه الشعب اللبناني عندما ناشد الحكومة استعادة الأموال المسروقة من اللبنانيين وتوزيعها عليهم.

إسرائيل التي أعلنت مراراً أنها ستفاوض تحت النار، يبدو أنها قد بدأت تنفيذ تهديداتها ليس فقط في الميدان الجنوبي والبقاعي بوجه حزب الله، بل بوجه المفاوض الأول الرئيس نبيه برّي، الذي كان يتّهمه قسم من اللبنانيين بأنه رجل الولايات المتحدة في لبنان، نظراً إلى تحييده عن حزب الله وفصله عنه في التعاطي الأميركي معه في كل المراحل السابقة، فهل بدّلت واشنطن موقفها تجاه رئيس البرلمان وقامت بـ “قبّة باط” سمحت لإسرائيل بتوجيه رسائلها النارية إلى مناطق نفوذه؟
تقول مصادر متابعة لـ “ليبانون فايلز” إن “إسرائيل وعلى الرغم من كل التعنّت الذي تبديه في الميدان وفي التعاطي مع التمنيات الأميركية، الساعية إلى تجنّب الحرب الواسعة قبيل الاستحقاق الرئاسي الأميركي في الخامس من تشرين الثاني المقبل، تريد أن تحقق مكاسب واسعة في لبنان، بعدما مسحت قطاع غزة وسوّته بالأرض، تمهيداً لعمليات الاستيطان التي ينوي حزب الليكود إطلاقها شمالي القطاع، على الرغم من إنكار ذلك أمام وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن في زيارته لتل أبيب أمس”. وتضع مصادر نيابية مستقلّة “الرسائل النارية الإسرائيلية الموجّهة إلى الرئيس بري في خانة ممارسة أقسى أنواع الضغوط عليه، لدفعه إلى تقديم تنازلات تفضي إلى تطبيق القرار 1701 بما يتناسب مع طموحات حكومة تل أبيب، لكنّ هذه الضغوط لن تؤتي ثمارها إنطلاقاً من أن حزب الله يحاول أن يرفد المكلّف التفاوض باسمه، بإنجازات في الميدان ترفع سقف الشروط بما يجعل نتنياهو ينزل عن شجرة أطماعه”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com