أبرز الأخبار

عودة القوات إلى السجن

من الواضح أن خروج كل من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط ورئيس تيار المستقبل سعد الحريري من المسار السياسي الذي بدأ في البريستول، يعيد عقارب الساعة بالقوات اللبنانية ومن معها إلى ما قبل عام 2005، حين كانت مجرد مجموعات طلابية موزّعة في بعض كليات الجامعة اللبنانية وبعض الجامعات الخاصة في جبل لبنان، وينقلها بالتالي من رحاب الـ 10452 كلم على مستوى التفكير إلى سجنها اليميني الضيق السابق، حيث لن تجد حليفاً صيداوياً جدياً واحداً في أي انتخابات مقبلة، بعدما غادرها حليفها العكاري في الانتخابات النيابية الأخيرة خالد ضاهر، فيما انتقلت القوات على مختلف المستويات من مقارعة حزب الله إلى مقارعة النائب بلال الحشيمي، الذي كان مرشحاً عن المقعد السني على لائحتها في زحلة في الانتخابات النيابية الأخيرة ولطالما عدّته ضمن نوابها. وما قاله النائب القواتي الياس اسطفان في ختام بيان الرد على الحشيمي بشأن «المرحلة الدقيقة» التي «تتطلب التكاتف والتفكير» بعيداً عن «الخطابات التي تثير الانقسامات أكثر مما تقدم الحلول، كان ينبغي أن يوجّهه إلى رئيس حزبه، بغض النظر عن صعوبة «التكاتف و… التفكير» في قاموس معراب. و«الاشتباك البقاعي» جاء بعد أيام قليلة على «الاشتباك الصيداوي» الذي اضطرّ الجماعة الإسلامية إلى إصدار بيان غير مسبوق بحدّته في تاريخها رداً على «المحاضرة التاريخية» للنائبة القواتية غادة أيوب. كما يتزامن مع الاشتباك المتواصل بصمت مع الحزب التقدمي الاشتراكي مع افتراض القوات أنها هي، لا وليد جنبلاط، تعبّر عن مزاج الشارع الدرزي، مثلما افترضت قبل الانتخابات أنها هي، لا الرئيس سعد الحريري، من تعبّر عن مزاج الشارع السني، قبل أن تتتالى الصفعات لهذه الافتراضات في صناديق الاقتراع.
في النتيجة، يمكن لفريق الانتقال من الملعب الواسع الذي عبّر عنه يوماً لقاء البريستول وتجمّع 14 آذار إلى الملعب الضيق نظراً إلى ظروف ما، لا مشكلة هنا. المشكلة في الانتقال من الملعب الكبير إلى الملعب الصغير من دون عقل وعقلانية ومنطق. ففي السجن اليميني الضيق السابق، كانت هناك منظمات طلابية وحركة جامعية، أما اليوم فلا هيئات طلابية ولا حراك جامعيّ حتى. وقبله، في الزمن الإسرائيلي، كانت ثمّة ميليشيا ومشروع، أما اليوم فلا هذه ولا ذاك، بل فقط مومياءات يعميها الجهل والحقد والكراهية، ولا تريد أن تصدّق أنها انتهت من سنوات والتهمها الدود.

صحيفة الاخبار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com