أخبار محلية

القوات تشكر فرنجية

تولد المبادرات الرئاسية كالفطر على جذع الأزمة السياسية العميقة ولا تعمّر أو تثمر كالفطر تماماً، تبدأ بجولة على الأحزاب والكتل النيابية، وتنتهي في عين التينة حيث المثوى الأخير لكل هذه المبادرات، ويتولى الرئيس نبيه بري كتابة عبارة “هنا ترقد مبادرة تكتل… على رجاء الحوار برئاستي حصراً”.
وإذا كانت مبادرة تكتل الاعتدال تعيش على أوكسجين سعودي، ويمدها رئيس المجلس بتيار كهربائي متقطع، يكفي لإبقائها على قيد الحياة وغبّ الطلب خارجياً وداخلياً، فإن مبادرة اللقاء الديمقراطي لتقريب وجهات النظر ما إن بدأت حتى دُفنت قبل اتمامها، ليقين القائمين بها بألّا نظر ولا وجهات متقاربة لدى أطراف الداخل، المتباعدة بشكل خطير في ظلّ مرحلة صعبة ودقيقة جداً من عمر المنطقة والوطن، بحيث تتحضّر تسويات سيكون لبنان الغائب الأكبر عنها بفعل الفراغ الرئاسي، وستأتي أقلّه على حساب فريق لبناني وازن كي لا نقول على حساب لبنان.
وبين مبادرة تنتهي وأخرى بدأت أمس مع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الباحث في الخيار الثالث، أطل مرشح الثنائي أمل-حزب الله زعيم تيار المردة سليمان فرنجية باقتراح استوحاه من بنات أفكار باسيل نفسه، الداعي زمن ترشيح العماد ميشال عون، إلى انتخاب الأقوى والأكثر تمثيلاً لدى المسيحيين، كما حصل بعد قرابة العامين من الفراغ الرئاسي الذي أعقب انتهاء ولاية الرئيس العماد ميشال سليمان، لكن فرنجية ذهب إلى تسمية رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع كممثل أول للمسيحيين راهناً، داعياً باسيل إلى تبني ترشيحه والذهاب إلى المجلس في مواجهة ثنائية بين جعجع وفرنجيه تنتهي بانتخاب أحدهما رئيساً للجمهورية.
اقتراح زعيم المردة مشكور من جانب القوات التي رأت فيه مصادرها “قراءة للوقائع وإقراراً بها وصولاً إلى مواجهة بين الرجلين في المجلس النيابي، وهو أمر غير مطروح البتة من جانب الدكتور جعجع، مشيرة إلى أن الهدف منه هو إغراق الساحة الداخلية بالمزيد من الأفكار والطروحات غير القابلة للتنفيذ، لا سيما أن فرنجيه كان قد طرح مواجهة رباعية بين قادة الأحزاب المسيحية من القوات إلى التيار فالكتائب والمردة”. وتربط المصادر عبر “ليبانون فايلز” بين تزامن الطرح وانطلاق مبادرة النائب باسيل على خط رئاسة الجمهورية.

وتقول المصادر “إن التيار الذي يرفض ترشيح فرنجية لم يأخذ بطرحه، وبالتالي هناك مرشحان جديان فقط هما سليمان فرنجية وجهاد أزعور، ولو ذهبنا إلى دورة ثانية في الجلسة الانتخاب الأخيرة لفاز أزعور وبات الفراغ الرئاسي خلفنا والنهوض بالبلد أمامنا”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com