أخبار محلية

جعجع بدأ بإطلاق النار على وثيقة بكركي بوصفها طبخة بحص ما يؤكد أنه مرتبط بأجندة تريد منع أي حل

بينما ظهر أن الدور الفرنسي أصبحَ محكوماً بالسقف السعودي والأميركي أيضاً، فإن الانطباع الذي ساد عقب مهمة لودريان هو أن مهمة الرجل صارت في حكم المنتهية مع إحباط محاولته استدراج جميع القوى السياسية إلى حوار تحت عنوان «تشاور». ويُمكن الجزم، وفقاً للمعطيات المتوافرة، أن وقع هذه الزيارة بالنسبة إلى الموفد الفرنسي كان مختلفاً عن السابق حيث لمسَ من غالبية الأطراف «ليونة» تحديداً تجاه موضوع الحوار، وإن اختلفت الآراء حول مبدأ المرشح الثالث. لكن ما لفت لودريان أن رئيس حزب «القوات» سمير جعجع كان أشد المعارضين لفكرة الحوار. وهو رافض لكل المبادرات. وتنقل أوساط مطّلعة عن لودريان عدة ملاحظات سجّلها في لقاءاته مع القوى السياسية، ستكون مضمون تقريره الذي سيحمله معه إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أبرزها:

أولاً، موقف حزب الله كان صريحاً وواضحاً في مواقفه والأهم تأكيده عدم الربط بين الرئاسة والحرب على غزة. وهو موقف فاجأ لودريان واعتبره إيجابياً بعد أن سادَ مناخ يوحي بغير ذلك تماماً طيلة الأشهر الماضية.

ثانياً، التعاون اللفظي في عين التينة، حيث تعامل رئيس مجلس النواب نبيه بري بليونة في ما يتعلق بالتسميات فلم يرفض فكرة التشاور كما سمّاها لودريان، على أن لا يكون محدوداً زمنياً ومن ثم الانتقال إلى جلسة بدورات متتالية لكنها ليست مفتوحة.

ثالثاً، تأكيد فرنجية أنه ماضٍ في ترشيحه مهما حصل، حتى بعد أن أبلغه لودريان بصراحة سلبية الموقف الخارجي من ترشّحه.

رابعاً، بدت بعض قوى المعارضة مثل حزب «الكتائب»، أكثر تراخياً في التعامل مع فكرة الحوار أو التشاور كما أراد لودريان أن يسميها. وإن كانَ هذا التراخي مشروطاً بعقد جلسة مفتوحة أياً كانت نتيجة الحوار.

خامساً، «التصعيد الشامل» الذي يُصر عليه جعجع. فهو لا يريد بأي شكل من الأشكال لا حواراً ولا تشاوراً، مُوحياً وكأنه لا يريد انتخابات رئاسية بحجة أن ذلك لن يُفضي إلى أي اختراق لأن كل فريق سيبقى على تمسكه بخياره. ويتقاطع هذا الجو، مع تسريبات أخيرة تحدّثت عن دور سلبي لجعجع ساهم في تأخير وثيقة بكركي إلى العلن، إذ نقِل عن مصدر كنسي أن جعجع «بدأ بإطلاق النار على الوثيقة بوصفها طبخة بحص أكثر من مرة»، وأن «المقربين منه أوحوا برفضهم لها، ما يؤكد أنه مرتبط بأجندة تريد منع أي حل»، مذكّراً بقول جعجع: «إننا لا نريد رئيساً إلا إذا كان يستفزّ حزب الله».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com