أخبار محلية

هل استشهد بعضٌ من “التيّار” على كوع الكحالة؟

خاص موقع mtv

لا تنفع تغريدات مناصري حزب الله الذين هاجموا “القوات” و”الكتائب” في تشويه حقيقة أنّ الحزبَين لا صلة لهما بما حصل في الكحالة، إلا بما تبع الإشكال من مواقف وزيارات. علاقة الشهيد فادي بجاني كانت سيئة بالحزبَين، وما حصل كان كلّه ابن ساعته لجهة الإشكال وتبادل إطلاق النار.

كان تعاطي التيّار الوطني الحر مع حادثة الكحالة خجولاً جدّاً. بيانٌ تأخّر لساعات واختيرت فيه الكلمات بعناية. الحضور السياسي للتضامن والتعزية كان متواضعاً. تغطية OTV للحادثة كانت معدومة، على الرغم من أنّ ابنة الراحل زميلة في المحطة.
زد على ذلك أنّ وجوهاً بارزة من “التيّار” كانت في صفّ حزب الله ودافعت عنه، وتغريدات هؤلاء شاهدة.
وتشير المعلومات الى أنّ انقساماً حصل داخل “التيّار” حول هذه الحادثة. ببساطة، هناك من “التيّاريّين” من كان في صفّ “الحزب” وهناك من كان في موقع المنتقد له. واختار كثيرون الغياب عن السمع، وربما النطق والبصر، تجنّباً لأيّ إحراج، فحزب الله لا يُدافَع عنه برأي هؤلاء كما أنّ الحوار معه يفترض تهدئة يسمّيها البعض في “التيّار”، “بلع الموس”.

ولكن، لا بدّ من بعض الأسف تجاه موقف التيّار الوطني الحر الذي كان يجدر به أن يكون رأس حربة في ما يحصل، ولا ندعوه هنا الى مواجهة مسلّحة أو الى تصعيدٍ وتجييش، بل الى اتّخاذ موقفٍ تضامنيّ مع عائلة بجاني، ثمّ مع الكحالة، وصولاً الى عدم الخروج عمّا يشبه الإجماع المسيحي بالتمسّك بالدولة خياراً لا بديل عنه.
ومؤسفٌ أكثر أن تدخل حادثة الكحالة في بازار الحسابات السياسيّة والرئاسيّة، وأن يُتعامَل معها كأنّها عابرة في عزّ موسمٍ سياحيّ يبدو كواحة أمل بعد طول معاناة لكثيرين، قطاعات وأفراداً.

كان يحتاج الأمر الى تعاملٍ مختلف من “التيّار” تجاه حادثة الكحالة، وهي منطقة يملك فيها حضوراً شعبيّاً كبيراً. لا نقول إنّ على “التيّار” استغلال الحادث، ولكن التعامل معه بشكلٍ مباشر أكثر وبموقفٍ أكثر وضوحاً. كان يستأهل، أقلّه، أن تبدو OTV معنيّة أكثر…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى