أبرز الأخبار

فرنجية يُبادر باتجاه باسيل وجعجع: هل وطأت قدماه درج القصر؟

تستفيد القوى السياسية من الفرصة التي منحها اياها المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان لتُعيد ترتيب صفوفها بما يتناسب مع مصالحها. ورُصد أكثر من لقاء بين الاحزاب تحضيرا لمرحلة الحوار المزمع عقده في أيلول وبتفويض من اللجنة الخماسية للودريان.

 

وما يثير الانتباه أكثر هو حراك داعمي رئيس تيار المردة سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، حيث يدق هؤلاء الابواب لتجميع ما أمكن من أصوات لصالح الرجل، فيما ينفرد حزب الله بمحاورة التيار الوطني الحر سعيا لعقد تفاهم جديد على فرنجية يأخذ بعين الاعتبار مطالب باسيل التي كشف عنها في الاسابيع الماضية وتتصدرها اللامركزية الادارية والصندوق السيادي.

 

تفرَّغ حزب الله للتيار علَّه يتمكن من سحب الـ “نعم” الرئاسية لفرنجية من فم باسيل وبكلفة غير مرتفعة، وهو تفاهم لهذا الغرض مع الرئيس نبيه بري الذي كان أكثر المرحبين بهذا الحوار وطالب الحزب بتسريع اللقاء بين باسيل وفرنجية للتفاهم على الخطوط العريضة لسنوات العهد الست، وأبدى بري ليونة حيال هذا الحوار ووضع كل امكاناته من أجل الوصول الى تفاهم حقيقي بين حليفي الامس.

 

في المقابل، لم يقفل باسيل الباب أمام فرنجية بل إختار الرجل منذ اليوم الاول لمعارضته رئيس تيار المردة، المفردات التي تحفظ له “خط الرجعة” في حال عاد وأيّد فرنجية. فوضع تكتل لبنان القوي ورقة المواصفات وقال إنها لا تتطابق مع فرنجية، ولكن لم يقل أن تطابقها مع فرنجية “مُستحيل”، بل وضعها جانبا الى أن تسمح الظروف برفعها أمام حزب الله كطرف يثق به والطلب من فرنجية التعهد بتطبيق الجزء الاكبر منها وبالتحديد البنود الثلاثة التي أشار اليها باسيل. ومع رفع منسوب الضغط الدولي والتلويح بعقوبات على المعرقلين، عاد التيار والحزب الى خندق التفاهم الرئاسي عبر تبادل التعهدات، وحرص باسيل على إظهار تمسّكه بالاصلاحات ليُكبّل بها فرنجية وتطويقه بالتعهدات التي يتم الاتفاق قبل أن يُعطي كلمته الرئاسية، اذ يعتبر أن اعلان النوايا لم يعد كافيا وقد جربه التيار في عهد الرئيس ميشال عون فدفع ثمن التنازلات في التسويات التي أبرمها، أما اليوم فالوضع مختلف وعلى الطرف الآخر التقدم خطوة الى الامام ليثبت أنه جدي بموقفه.

 

فرنجية بدوره، يعمل على أكثر من خط، فهو وباسيل يتفقان على محاصرة رئيس حزب القوات سمير جعجع الذي يتمدد أكثر داخل الشارع المسيحي وتحديدا الشبابي، ويرى باسيل أن توحيد الجبهة مع فرنجية بوجه جعجع أفضل من تقسيمها، فهو يحتاج الى دعم في السنوات الست المقبلة، وفرنجية قد يكون داعما له بوجه جعجع خلافا للمرشحين الآخرين، وباعتقاده أيضا، أن ترتيب الحكم مع المردة بمباركة الثنائي وتمرير بعض المطالب لتحسين النظام السياسي اللبناني، هو أقل خسارة من ايصال مرشح على علاقة جيدة بالقوات اللبنانية، عندها تتم محاصرته.

غير أن ثقة فرنجية بباسيل لا زالت مفقودة، ويُفضل الزعيم الزغرتاوي تفويض نجله طوني للحوار مع الاطراف، من دون أن يُخرج من حساباته معراب التي حرص رئيس المردة على إبقاء التواصل معها في أحلك الظروف، وهو ما تعكسه اللقاءات الدورية بين موفدين من جعجع وفرنجية. ولا تُخفي مصادر مقربة من المردة امكانية اللقاء مع القوات، واضعة الزيارة التي قام بها النائب طوني فرنجية الى مركز حزب الاحرار ولقاء رئيسه في هذا الاطار، وقد يكون للاحرار دور في هذا الاطار.

مروحة التواصل تتسع مع اقتراب أيلول، ولكن هل سيولد الحل من رحم الازمات التي تتراكم على رؤوس اللبنانيين أم أن للتطورات الاقليمية كلام آخر خصوصا وأن الوضع الاقليمي عاد الى التوتر بعض الشيء وما يحصل أمنيا مؤشر غير ايجابي بالنسبة للمتابعين من دبلوماسيين ورسميين

علاء خوري / ليبانون فايبز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى