أخبار محلية

باسيل ينفذ من فخ بري – ميقاتي

بين تثبيت وقف اطلاق النار في مخيم عين الحلوة قطعا لدابر الفتنة المدبرة ومنع تمددها الى الداخل اللبناني وموجة امتعاض برلماني جراء محاولة رمي كرة نار تشريع اقراض الحكومة من احتياطي المصرف المركزي والذكرى الثالثة لانفجار مرفأ بيروت من دون كشف الحقيقة، توزع المشهد اللبناني.

في المبدأ انتهت ملهاة مخيم عين الحلوة، ولو ظرفيا، ليفك معها اسر مدينة صيدا، بعدما ملأت فراغ ايام لتعود قصة ابريق زيت حاكمية مصرف لبنان وخطة النائب الاول الى الواجهة، بادويتها ورواتبها ووقف تمويل دولتها، فيما كانت لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الاميركي “عم تعمل شغلها” في الذكرى الثالثة لتفجير مرفا بيروت مركزة مرة ثانية على “الاستيذ” في كل الاحوال.

فمن المعالجات الأمنية إلى الاقتراض الحكومي من المصرف المركزي ورغم رمي رئيس الحكومة نجيب ميقاتي كرة الإقتراض في ملعب المجلس النيابي طالبا تحويل هذا الأمر إلى مشروع قانون يقدمه عدد من النواب إلا أن الأصل يبقى في ضرورة تحمل الحكومة لمسؤولياتها في هذا الشأن لا سيما أنها هي المعنية أولا وأخيرا بالعمل التنفيذي لجهة طلب المبالغ المالية المبررة بالأسباب الموجبة لطلبها وتحديد جداول تسديدها.

اوساط سياسية متابعة قرأت في خطوة رئيس حكومة تصريف الاعمال فخا منصوبا بالتكافل والتضامن بين السراي وعين التينة لجر رئيس التيار الوطني الحر الى تغطية وتامين نصاب جلسة تشريعية، وبالتالي توريطه وتحميله مسؤولية الصرف الذي ستقوم به الحكومة، خصوصا ان المبرر هو تامين الدواء والرواتب ومستلزمات القوى الامنية والعسكرية، رغم ان النتيجة غير واضحة بعد، خصوصا ان موقفا اساسيا صدر امس عن تكتل لبنان القوي، الذي رفض المشاركة في جلسة تشريع ضرورة لتشريع الاقتراض، الا اذا تضمن جدول اعمالها اقرار القوانين الاصلاحية الاساسية المعروفة في وقت واحد.

وتتابع الاوساط بانه في سبيل ذلك كانت الزيارة الى الديمان، حيث سعى الى تشريع حكومته مسيحيا تحت مظلة الكنيسة المارونية، محاولا اظهار سيد بكركي كطرف يغطي الجلسة التشريعية، في ظل رفضه الدائم عبر مواقفه وعظاته لاجتماع حكومة تصريف الاعمال والضرر الذي تلحقه بصلاحيات رئاسة الجمهورية في ظل الشغور في بعبدا.

اما الاطراف السياسية التي دخلت في غيبوبة طوعية حتى ايلول، فستكون في غضون الايام المقبلة على موعد مع الموفد الفرنسي جان ايف لودريان، الذي قرر تعليق اجازته، وفقا لمصادر دبلوماسية، ومعاودة التواصل مع رؤساء الكتل والاطراف التي التقاها، ليتبلغ منها ردودها الخطية على طرحه خلال زيارته الاخيرة الى بيروت، لينجز في ضوئها الورقة الدولية التي ستطرح في ايلول على طاولة النقاش، وتتناول نقطتي برنامج الرئيس ومواصفاته، رغم استمرار ارتفاع منسوب التشاؤم القائم اصلا بإمكان انجاز الاستحقاق في وقت قريب.

وبحسب المصادر فان الاوراق التي ستقدمها الاطراف المسيحية تتقاطع عند اكثر من نقطة في ما خص برنامج العهد المقبل، خصوصا ان هذه النقاط يجري بحثها في الحوارات الثنائية الجارية من تحت الطاولة وفوقها، سواء بين بنشعي ومعراب، او البياضة وحارة حريك، وان ثمة تقدما ملحوظا على الخطين، وان كان لا يمكن التعويل عليه حتى الساعة وعلى الاقل الجزم بمساره ومصيره.

وختمت المصادر بالتاكيد ان واشنطن جادة في هز العصا هذه المرة، وما رفعها لمستوى الاتهامات وصولا الى التسميات، الا خير دليل على ذلك، لا يمكن لبيروت الا ان تتلقفه وتعمل بوحيه، خصوصا ان الخماسي الباريسي بات متبنيا لهذا الموقف المتشدد رغم بعض الخروق في المواقف التي تبقى شكلية.

ميشال نصر- الديار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى