أبرز الأخبار

دعوة الراعي الى مؤتمرٍ دولي… هل ستتحوّل الى هدفٍ له؟

كتبت رانيا شخطورة في “أخبار اليوم”:

“المسؤولون في لبنان لا يجلسون سوياً على طاولة الحوار لأن مصالحهم الخاصة أهم من المصلحة العامة لذلك أدعو الى مؤتمر دولي خاص بلبنان لطرح القضايا الخاصة به”، من خلال هذا الموقف جدد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي دعوته الى مؤتمر دولي، وذلك بعدما كان قد دعا في عظته في 12 تشرين الثاني الفائت الأمم المتحدة للتحرك وعقد مؤتمر دولي خاص بلبنان “أمام الفشل الذريع بانتخاب الرئيس”، وكان ايضا قد اطلق دعوة مماثلة، في عظة له في 8 شباط 2021، حيث قال: “طرح قضية لبنان في مؤتمر دولي خاص برعاية الأمم المتحدة، يثبّت لبنان في أطره الدستورية الحديثة التي ترتكز على وحدة الكيان وتوفير ضمانات دائمة للوجود اللبناني تمنع التعدي عليه والمس بشرعيته وتضع حداً لتعددية السلاح”…

فما المقصود من وراء تكرار هذه الدعوة، وهل حان الوقت لبديل عن اتفاق الطائف؟

مصدر مسيحي مقرب من البطريركية المارونية، نفى عبر وكالة “أخبار اليوم” ان يكون هدف الراعي عقد مؤتمر تأسيسي بشأن لبنان، قائلا: البطريرك كان طرح منذ فترة فكرة عقد مؤتمر دولي ومن ثم توقف عن اثارة هذه المسألة، وهو كان اوضح في السابق ان المقصود هو التزام دولي بما تم التوافق حوله بشأن لبنان اكان اتفاق الطائف او القرارات الدولية ذات الصلة.

واذ شدد على ان الازمة في لبنان ليست ازمة نظام بل انها تتمثل بوجود فئة سياسية ترفض تطبيق ما هو قائم وتحديدا وثيقة الوفاق الوطني واتفاق الطائف، اشار المصدر الى ان المؤتمر الدولي يهدف الى حثّ المجتمع الدولي – الذي رعى اتفاق الطائف والذي اصدر القرارات الدولية – كي يتحمل مسؤولياته من اجل تطبيقها.

وردا على سؤال، اعتبر المصدر ان التحدي الاساس هو ان يضع البطريرك الراعي هذا الموضوع هدفا له، على غرار ما فعل البطريرك الراحل مار نصر الله بطرس صفير حين وضع هدفا له خروج الجيش السوري من لبنان وركز على هذا الملف بشكل دائم واساسي الى ان تم التحرير. واكد ان لا حل للازمة اللبنانية حتى ولو تم انتخاب رئيس للجمهورية في ظل وجود فريق لا يريد تطبيق الدستور ويمتلك سلاحا ما فوق السلاح الشرعي وبالتالي يبقي الدولة بحالة تعطيل وشلل.

لذلك، تابع المصدر: السؤال الاساس هل البطريرك وانطلاقا من رؤية الوضع اللبناني ينزلق دائما من سيء الى اسوأ سيضع المؤتمر الدولي احد اهدافه الرئيسية وان ينطلق في جولة على العواصم الخليجية من اجل وضعها في اجواء مفادها انه في حال لم يعقد مؤتمر دولي يخصص للبنان سيكون مصيره الزوال كبلد تعددي حضاري متنوع.

وختم: اذا لم تحل الازمة اللبنانية من خلال رعاية دولية واضحة المعالم تدفع الى تطبيق اتفاق الطائف والقرارات الدولية فان الشعب اللبناني آيل الى التبدل نتيجة الهجرة، وعندها سنكون امام معطيات جديدة كارثية على مستقبل لبنان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى