أخبار محلية

كي لا يكون فرنجيّة مرشّح تحصيل… ولا رئيس هذا العام

سليمان فرنجيّة مظلومٌ حتماً. السؤال: هل هناك من يظلمه، وتحديداً من الحلفاء، وتحديداً أكثر حزب الله، أم هو يظلم نفسه؟

ليس تفصيلاً أن يضع حزب الله انتخاب فرنجيّة في موقع البديل عن إحداث تغييرٍ في النظام تستفيد منه حكماً الطائفة الشيعيّة. يعني ذلك أنّ انتخاب فرنجيّة سيحقّق مكاسب للطائفة الشيعيّة، وخصوصاً حزب الله، تغنيه عن المطالبة بتعديلٍ في النظام.
هكذا، يُصوَّر فرنجيّة، الذي لا يستطيع أن يزايد أحدٌ عليه بمسيحيّته ومارونيّته، على أنّه ممثّل للطائفة الشيعيّة في الحكم، إن بلغ سدّة الرئاسة، ما يعرّيه تماماً من هويّته السياسيّة المسيحيّة، بعد أن عرّاه سمير جعجع وجبران باسيل وسامي الجميّل وآخرون من التمثيل الشعبي المسيحي.

وإذا كان حزب الله يصرّ على أنّ لا رئيس للجمهوريّة إلا من يريده هو، فإنّ سليمان فرنجيّة يُحوَّل، برضاه، الى أداة تعطيل في يد الثنائي الشيعي عبر قبوله بأن يواصل ترشيحه، على الرغم من استحالة وصوله في حسابات الأصوات.
وهكذا يصبح استمرار ترشّح فرنجيّة دلالةً على أن لا رئيس للبنان قريباً، والبعض يقول إنّ لا رئيس قبل فترة طويلة جدًاً. في حين أنّ انسحابه سيغيّر المشهد تماماً ويعيد اعتباره مسيحيّاً، ويفتح كوّةً في الجدار الفاصل عن الاستحقاق الرئاسي.

وتؤكّد المؤشرات كلّها أنّ التسوية الخارجيّة القادرة على التأثير في الداخل غير متوفّرة، ولا يُعمَل عليها أصلاً. الموفد القطري خرج من لبنان ولم يعد، وزيارات جان ايف لو دريان على طريقة “تيتي تيتي”، وما من مواعيد محدّدة لكي تجتمع اللجنة الخماسيّة، ما يعني أنّ الرئاسة بعيدة جدّاً، ونحن، أقلّه، أمام شهرين صيفيّين بلا تطوّراتٍ تُذكر.

ولا يستبعد متابعون أن يمضي العام الحالي من دون انتخاب رئيس، خصوصاً أنّ ما من فريقٍ أساسي في وارد تغيير موقفه، كما أنّ إمكانيّة ولادة حلّ عبر “طائفٍ” جديدٍ يحتاج الى ظروفٍ إقليميّة ودوليّة والى تحضيرات، وهذا كلّه غير متوفّر ولا في الوارد حتى الآن.

ما سبق يعني أنّ الكرة في ملعب سليمان فرنجيّة، ولكن ليس المطلوب منه وحده أن يضحّي، أو يتنازل. من حقّه أن يواصل الترشّح، ولكن ليس إن كانت الحظوظ معدومة. حينها يكون مشاركاً في إعدام البلد. والأهمّ أنّ عليه ألا يصبح أداة تعطيل أو تحصيل. لا يليق به الدَوْران.

داني حداد – موقع mtv

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى