أبرز الأخبار

هل يتجرّع فرنجية الكأس المر؟

انتهت المرحلة الأولى من مهمة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان بما كان متوقعا لجهة حصرها بالاستماع إلى ما لدى الأفرقاء من أفكار وملاحظات، على أن يبدأ التحضير للمرحلة الثانية من خلال التقرير الذي سيرفعه الى الإليزيه، وزيارتين يُقال إنه يستعدّ لهما الى كل من الرياض والدوحة، ستشكلان محطتين هامتين بالنظر الى التأثير المباشر والدور المحوري الذي يمكن لهاتين الدولتين القيام به، لبنانيا وعربيا وحتى دوليا. كما تردّد أن لودريان يفكّر في إشراك طهران في المشاورات بالنظر كذلك إلى تأثيرها البائن لبنانيا.

ولا شكّ أن الموفد الرئاسي الفرنسي يدرك أهمية إعادة انخراط مجموعة الدول الخمس المعنية بالشأن اللبناني، تماما كما لا يتملك باريس وهم إمكان تحقيق اختراق فردي من دون اشراك كامل المجموعة. فالتعقيدات اللبنانية باتت واضحة ومعروفة المعالم والاتجاهات، فيما الحلّ لا يزال غير متوفّر نتيجة الإقفال وإصرار الثنائي على ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية.

وبات معروفا أن لودريان كان صريحا في حديثه مع فرنجية، وبإعلامه أن مسيرته متعثرة طالما أنه يواجه معارضة مسيحية شبه جامعة، وخصوصا من التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، وأنه لا يمكن تخطي هذا الواقع إلا باستمالة أحدهما. وهو نصح في الوقت عينه رئيس تيار المردة بمقاربة مختلفة لعلاقته مع التيار والتحاور معه بدل الصدام، لعلمه بصعوبة تحقيق أي اختراق في علاقة المردة مع القوات.

ولا ريب أن تواصل فرنجية مع التيار هو بمثابة الكأس المر الذي من الصعب عليه تجرّعه بالنظر الى الجدران التي بناها في العلاقة مع التيار على امتداد السنوات الست الفائتة وقطعه أي تواصل نتيجة تراكمات استهدافه له ولعهد الرئيس ميشال عون. لكن في حال تحققت إعادة الوصل وبادر فرنجية إلى الخيار الصعب، لا يعني ذلك أن التيار سيعدل عن رفضه ترشيح زعيم المردة. فالاعتبارات التي أملت رفض السير به رئيسا هي نفسها وستبقى سواء تواصل أم لم يتواصل، مع الإشارة إلى أن تلويح الثنائي الشيعي بخيار قائد الجيش العماد جوزف عون لم يأتِ بما كان يريد له أو يأمل منه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى