أبرز الأخبار

ماذا يخطط “التيار الوطني الحر” بالملف الرئاسي؟

الكلمة اونلاين
بولا أسطيح

لا يبدو ان سير “التيار الوطني الحر” بالوزير السابق جهاد أزعور كمرشح طبيعي لتقاطع التيار- المعارضة في اي جلسة مقبلة قد يدعو اليها رئيس المجلس النيابي نبيه بري أمر محسوم. اذ تقول مصادر نيابية في “الوطني الحر” انه “يفترض تقييم نتائج الجلسة ١٢ مع قوى المعارضة وتحديد ما اذا كانت لا تزال هناك حظوظ لأزعور للوصول لسدة الرئاسة خاصة وان ذلك لا يمكن ان يحصل في حال لم يتم تأمين نصاب الجلسة سواء في الدورة الاولى والثانية”.

ما لا يقوله العونيون سواء بالعلن او على لسان مصادرهم يُفهم من مقاربتهم للملف الرئاسي منذ ما قبل تبني أزعور حتى يومنا هذا. فهم حتى الساعة يتعاطون مع كل الترشيحات لهدف واحد، احراق ورقة رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية. حتى سيرهم بأزعور والتصويت له كان مدروسا بدقة، اذ تكشف مصادر عونية ان “الكل كان يعلم ان ازعور لن يحصد ٦٥ صوتا، والا لما كنا لنجازف بجر البلد الى ما لا تُحمد عقباه. حتى وليد جنبلاط ما كان ليسير بالترشيح لو ان الامور كانت تتجه لعملية كسر “الثنائي الشيعي” وادخال البلد في متاهة غير محسوبة النتائج” .

أمسك رئيس “التيار” جبران باسيل بورقة أزعور ولا يزال يمسك بها وسيبقى ممسكا بها حتى التأكد من انعدام حظوظ فرنجية. هو سيواصل الضغط بها حتى اقتناع حزب الله بالتخلي عن ورقة رئيس “المردة” وهو ما لا يبدو حاصلا على الاطلاق في المدى المنظور. “فليس حزب الله من يرفع راية الاستسلام بهذه السهولة وبمرحلة يقبض خلالها ثمن انتصاراته في الاقليم”،

على حد تعبير مصادر مطلعة على جوه. “فاذا قرر الفرنسيون التخلي عن مبادرتهم، وهو ما لم تُبلّغ به قيادة الحزب بعد، فالحزب لن يجاريهم بهذه السهولة خاصة في ظل المعلومات عن عودة الاتصالات الاميركية-الايرانية والتي قد تفضي لاحياء الاتفاق النووي مع طهران. اضف ان موقف المملكة العربية السعودية الذي تجلى بوضوح باحجام النواب السنة الذين يدورون بفلكها عن التصويت لأزعور والمعطيات التي رشحت عن عدم حماسة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لمجاراة حماسة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بالملف الرئاسي اللبناني، كلها اشارات تقرأها جيدا قيادة الحزب غير المستعجلة على الاطلاق للقيام بأي خطوة في مسار خسارة معركة فرنجية”. كيف لا و”الثنائي الشيعي” ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي هما “الحاكمين بأمرهما” في ظل الشغور الرئاسي المستمر منذ تشرين الاول الماضي وقرار وزراء “الوطني الحر” التوقف عن المشاركة في جلسات مجلس الوزراء!! ما يعني ان ايا منهما غير مستعجل او حتى متحمس لانتخابات رئاسية لا تخدم مصالحهما.

وفي هذا الوقت تنصب كل الانظار لما سيحمله معه الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان بعدما بات محسوما ان رئيس المجلس النيابي نبيه بري لن يدعو لجلسة ستحمل رقم ١٣ لانتخاب رئيس في حال بقيت المعطيات الرئاسية على حالها. وحدها عصا العقوبات قد تغير الواقع الراهن، عصا يعول معارضون زاروا واشنطن مؤخرا ان الادارة الاميركية لن تتأخر باستخدامها اذا عاد بري لاقفال ابواب مجلس النواب مجددا .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى