أبرز الأخبار

“الثنائي الشيعي” لباسيل وجنبلاط: حسابكم عسير!

الكلمة أونلاين
بولا أسطيح

يضع “الثنائي الشيعي” لمساته الاخيرة على خطته للتعامل مع جلسة الانتخابات الرئاسية يوم الاربعاء. يُتابع عن كثب آخر مواقف النواب “المترددين” ويتابع اتصالاته مع بعضهم لحثه على التصويت لمرشحه رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية او بأسوأ الاحوال التمني عليه التصويت بورقة بيضاء لا لمرشح المعارضة و”التيار الوطني الحر” الوزير السابق جهاد أزعور. فبحسب المعلومات لقد اتخذ قراره بتعطيل نصاب الدورة الاولى في حال خلُص صباح الاربعاء الى ان أزعور سيحوز على 65 صوتا في هذه الدورة. فرغم ان ذلك لن يعني انتخابه رئيسا الا انه يرسخ امام المجتمعين اللبناني والدولي انه بات رئيسا مع وقف التنفيذ ويؤكد واقع ان “الثنائي” هو الذي يمنع انتخاب رئيس للبلد…وهذا سيناريو يسعى حزب الله وأمل لمواجهته بمهده.
وليس خافيا ان “الثنائي الشيعي” لم يشعر انه في هكذا ورطة منذ زمن، باعتبار ان اي خيار يتخذه يبدو مرا وصعبا وسيكون له تبعات كثيرة. لكن كل حركته حاليا تبقى تحت عنوان “رفض الاستسلام ورفع الراية البيضاء ايا كان الثمن”.. والا كيف يُقنع جمهوره العريض ان المحور المنتصر اقليميا عسكريا وسياسيا يخسر في لبنان..وان شعار “زمن الهزائم قد ولى” لا ينسحب على الانتخابات الرئاسية في لبنان!؟
ويشعر فريق أمل- حزب الله بأنه ما كان ليصل للمأزق الذي هو فيه لولا تعرضه للخيانة. فحزب الله يتحدث عن خيانة تعرض لها من رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل فيما يشعر رئيس المجلس النيابي نبيه بري ان حليفه الاستراتيجي رئيس الحزب ” التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط قد خانه. ويُجمع الطرفان على ان من خانهما سيدفع الثمن بعد انجاز الاستحقاق الرئاسي من خلال خريطة سياسية جديدة لا تلحظ ايا من التحالفات السابقة وحيث لا شك يخططان ان يردا الصاع صاعين لباسيل وجنبلاط على حد سواء في الاستحقاقات المقبلة.
ولم يصل مستوى الامتعاض من باسيل والعونيين لما وصل اليه اليوم في حارة حريك. فمطلعون على جو الحزب يتحدثون عن “تصدر باسيل صفوف اخصامه والسير بمشروع اميركي مشبوه، ما سيكون له تداعياته وسيترك “التيار” يواجه كل المرحلة المقبلة وحيدا ومن دون حلفاء لانه يعلم تماما ان من يقف الى جانبهم اليوم بالرئاسة لن يكونوا الى جانبه في اي منعطف مقبل”. ويبدو واضحا ان الحزب يعول على ان تأتي باسيل اولى الصفعات من داخل التيار، فلا يصوت النواب ال١٧ لصالح ازعور ما يعني عمليا انطلاق مرحلة تفكك “الوطني الحر” رسميا.
وكما في حارة حريك، كذلك في عين التينة. يبلغ استياء بري من جنبلاط مستوى لم تشهده العلاقة بينهما منذ سنوات طويلة. فرئيس البرلمان يشعر انه “أم الصبي” في معركة الرئاسة ولعل فرحته في حال فوز فرنجية لن توازي فرحة رئيس “المردة” نفسه. اذ تؤكد المعلومات ان جنبلاط كان قد اوصل اكثر من رسالة لبري مفادها ان كتلته لن تصوت لأزعور ما جعله وحزب الله يتعاطون ببرودة مع الملف حتى اتى القرار المعاكس بمثابة سكين في خاصرة “الثنائي”.. وهو قرار لا زالا يبحثان بخلفياته.
ولم تخفف تصريحات جنبلاط وما يعبر عنه نوابه ومصادره لجهة انهم لا يريدون ازعور مرشح كسر وتحد، من حجم “الامتعاض الشيعي” المتنامي والذي لم يُحسم بعد كيف سيُترجم.
بالمحصلة، يخفي غبار المعركة الرئاسية الكثير الكثير خلفه. مخططات انتقامية، تحالفات سياسية جديدة ومشهد مختلف لم يعرفه البلد اقله منذ العام ٢٠٠٦ مع توقيع تفاهم مار مخايل. والمؤكد ان الآكشن المقبل اكثر بكثير من الآكشن الحالي!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com