أبرز الأخباربأقلامهم

عودة إلى اصطفافات العام ٢٠٠٥… تاريخ يعيد نفسه!

 

بقلم المحامي لوسيان عون :

أخذت الاوساط المراقبة على محمل الجد تهديدات حزب الله بالتصعيد بحال فاز المرشح جهاد ازعور برئاسة الجمهورية في ١٤ الجاري.

فمن الثابت حتى الآن أن تهديدات الحزب باتت علنية ،وبالعودة الى مواقف أمينه العام الشيخ نعيم قاسم والشيخ صفي الدين وبعض نواب كتل الثنائي ،فإن هؤلاء أكدوا بأن ” الحائط مسدود” وهذا يفيد أن الثنائي إما واثق بأن ازعور لن يحصد ٦٥ صوتاً للفوز بالرئاسة وإما تطيير لنصاب الجلسة التالية عقب التصويت في الأَولى مباشرة أو أن ثمة خيارات أخرى لدى الثنائي باحداث تطور أمني داخلي أم جنوبي أم دفع مناصريهم الى الشارع للتحرك والاعتراض اسوة بما حصل في العام ٢٠٠٨ ومحاصرة الوسط التجاري والادارات والوزارات وشل المرافق العام بما فيها تطويق السراي لاشهر طويلة.

لكن اليوم مختلف عن الأمس لأن التحالفات تبدلت، والاصطفافات كذلك ،وقد أتم رئيس التيار خروجه من اتفاق مار مخايل دون اعلان ذلك ،فرفع بذلك الغطاء المسيحي الذي كان هو وعمه منحاه للثنائي، وبالتالي عادت الاصطفافات الى مربع العام ٢٠٠٥ يوم حشدت قوى ٨ آذار ( الاصلية) قبل تطعيمها بالتيار قوتها في مواجهة القوى المسيحية مجتمعة من قرنة شهوان الى التيار الى الكتائب والقوات مع التقدمي الاشتراكي والتي نظمت صفوفها مدعومة من بكركي يومها وكانت الانتفاضة اثر اغتيال الشهيد رفيق الحريري في ١٤ شباط ٢٠٠٥.

هل يمر استحقاقات ١٤ حزيران الذي يشبه القطوع على خير فيخرج الدخان الاسود، ام يخرج الدخان الابيض الذي ينذر بما لا يحمد عقباه، لان من الحتمي ان وصول جهاد ازعور الى بعبدا لا يفضي حكماً الى تكليف وتأليف هادىء روتيني، بل ينتظر اللبنانيون ممارسة كيدية سياسية وحملات تعبوية قد تصل الى الشارع في مواجهة فريق معارض نجح في التموضع والتكتل مقابل الثنائي الشيعي ،ما ياخذ مركباً غارقاً الى مماحكات يعرف من أين تبدأ ولا يعرف أين تنتهي بدأً من تغيير النظام الى المداورة الى الدخول بتكريس منطق الاكثرية العددية الى مجلس الشيوخ الى فرض حاكم لمصرف لبنان وقيادة الجيش ناهيك عن تطبيق ما عرف بالديمقراطية التوافقية التي شلت قرارات الدولة وعطلتها مراراً وتكراراً ، الى ثلث معطل سيطالب به الثنائي الى فرض مناصب نيابة رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة مع تعزيز صلاحياتهم الخ…..

في المحصلة، طريق شاق وطويل معبد بالأشواك والمحن وربما يشهد الدماء والدموع لأن التهديدات باتت علنية، والفريق المهدد قادر على العرقلة طالما يحظى بدعم شريحة من الشعب اللبناني بشهادة الانتخابات النيابية الأخيرة يدعمه جيش جرار من أعتى جيوش الشرق الاوسط بشهادة العدو الإسرائيلي نفسه، وبيده قرار السلم والحرب والتعطيل في حين ان طرح نزع سلاحه بات يلامس العمالة والتخوين بالنسبة إليه ما لم تتبدل المعادلات والتوازنات في الشرق الأوسط.

لقد كتب على لبنان ربط مصير استحقاقاته من انتخاب الرئيس الى تعيين حاجب في اي من دوائره بالنزاع مع إسرائيل وتحرير القدس، فهل ادرك المرشح ازعور وهو مطلع على دقائق وتفاصيل الصراع وتعقيداته مدى دقة مهمته، وكم بامكانه أن يحكم وسط هذه التركيبة الفسيفساء وقد تحول الى هدف تم تحديده مسبقاً كخصم للمقاومة ولقضية تحرير فلسطين، فهل بامكانه مواجهة ما عجزت حتى اليوم مواجهته اسرائيل أم يلتحق بتركيبة ” الكفور” عام ١٩٧٦ عندما اتخذ الرئيس سليمان فرنجية ألجد العروبي خيار الالتحاق بفريق الجبهة اللبنانية وقيادة المعارك في مواجهة الحركة الوطنية من قلب كسروان؟

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى