أبرز الأخبار

عون حاول من سوريا إنقاذ صهره

“ليبانون ديبايت”- فادي عيد

لم يسبق لرئيس سابق للجمهورية أن أنهى ولايته ليعود إلى ممارسة دوره كمؤسّس لتيار سياسي، عوض أن يستقبل مرجعيات سياسية وروحية وسفراء ويتابع شؤون البلد. هذا ما انطبق على أداء وممارسة الرئيس السابق ميشال عون، الذي خرج من الرابية بعد بعبدا ليرافق صهره رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل في زيارة إلى جزين لاستنهاض كوادر “التيار”، بعدما فقد مقعدين نيابيين لصالح “القوات اللبنانية”، ولكن الزيارة أتت أقلّ من عادية، ليعود ويكرِّر المشهد نفسه في عشاء لـ”التيار البرتقالي” في جبيل، ومن ثم، وبعد التصدّع الذي أصاب تكتل لبنان القوي، تجنّد عون مرة أخرى لإنقاذ صهره، فكان أن حضر اجتماع تكتل “لبنان القوي” غامزاً من قناة بعض النواب الذين ينتقدون سياسة “الصهر” الذي يحاول إبعادهم عن رئاسة الجمهورية، فكان أن قال عون يومها أن “رئيس التيار هو من يكون رئيساً للجمهورية”.

ومن ميرنا الشالوحي، وبعدما أعلن باسيل ترشيح الوزير الأسبق جهاد أزعور، وانتقاده المبطّن لـ”القوّات اللبنانية” والمعارضة، عندما قال “متل الشاطرين إجوا لعنّا”، ليهاجم في الوقت عينه “حزب الله” دون أن يسمّيه، ذلك ما أربك “العمّ” بعدما وصلته رسائل من حارة حريك تؤكد المؤكد، بأن التفاهم مع “التيار انتهى” و”خلّلي باسيل يدبِّر حالو”.


فما كان أمام الرئيس السابق للجمهورية، إلا أن استنجد بالرئيس السوري بشّار الأسد، ليعيد وصل ما انقطع مع “حزب الله”، الذي لطالما شكّل الدعم الأساسي ل”التيار”، ومن أتى بعدد من نوابه في أكثر من منطقة لبنانية في الإنتخابات النيابية الأخيرة.

أما كيف تمّت الزيارة؟ ينقل بأن منسّق العلاقات العونية الوزير الأسبق بيار رفول، والمقرّب جداً من عون، اتصل بالسفير السوري السابق علي عبد الكريم علي، وبمكتب الرئيس السوري طالباً تحديد موعد عاجل لعون، على الرغم من عتب الرئيس السوري على جنرال الرابية وبعبدا، الذي لم يزر العاصمة السورية طوال فترة رئاسته، وهذا الذي كان يفضي به المقرّبون من الرئيس السوري، وينقل ذلك إلى عون، وهم من السياسيين اللبنانيين الذين يُعتبرون من أبرز الداعمين للنظام.

من هذا المنطلق، تأمّن الموعد وصدر البيان المشترك، ولكن السؤال المطروح، لماذا ردّ عون على من حلّل أسباب الزيارة ودوافعها، على الرغم من البيان الصادر من الطرفين اللبناني والسوري، وبمعنى أوضح، ووفق القانونيين والدستوريين، لا يحقّ لرئيس جمهورية سابق ولرئيس تيار، أن يصدر بياناً رئاسياً من أي دولة يزورها بإسم البلدين، كون الزيارة غير رسمية وشخصية، وعنوانها الأبرز، بحسب أقرب المقرّبين من تكتل “لبنان القوي”، أنها فقط لمساعدة “الصهر” بعدما تضرّرت علاقته بـ”حزب الله”، الذي سيصفّي حساباته السياسية معه، وهذا سيكون كارثة على “التيار” المتصدّع نيابياً، وإن توافق “التيار” مع المعارضة على تسمية أزعور، إلا أن ذلك محطة دستورية عابرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى