بأقلامهم

لطالما وُصفت زغرتا بأنّها مقبرة الأحزاب، فهل تترجَم هذه المقولة في الإنتخابات المقبلة؟

بقلم غابي أيوب /رئيس تحرير موقع المرصد اونلاين

قد تكون دائرة الشمال الثالثة واحدة من أكثر الدوائر غموضاً بالنسبة لنتائجها المرتقبة خصوصاً أنّ أيّ تحالفات انتخابية لم تتبلور بعد. ولكنّ الواضح الأكيد حتى الآن هو تراجع شعبية التيار الوطني الحرّ في هذه الدائرة، في مقابل تمكّن القوات اللبنانية من المحافظة على شعبيتهم، إذ كان لافتاً تصدّر إسم سمير جعجع، للمرّة الأولى، في هذه الدائرة ردّاً على سؤال حول السياسي الذي يعكس توجّهاتهم ويعبّر عن آرائهم!

بحسب إحصاء أجري مؤخرا يتبيّن أنّ نحو ٤٥٪؜ من المستطلعين يعتبرون أنّ ما من أحدٍ من الأحزاب هو الأقرب إليهم، وهي نسبة عالية لكنّ اللافت فيها أنّها أقلّ من تلك المسجّلة في الدوائر الأخرى.
في الموازاة، حافظت القوات على الطليعة بين الأحزاب بنسبة ١٥.٧٪؜، يليها تيار الوطني الحر بنسبة ١٢.٣٪؜،علماً أنّ نسبة ٣.١٪؜ أيّدت الكتائب التي حافظت على حضورها، ولو الخجول.

يتبيّن أنّ القوات لوحدها قادرة على نيل اربع حواصل انتخابية في هذه الدائرة ؛ ولكن لا بدّ من الإشارة إلى أنّ أرقامها لم تتبدّل كثيراً مقارنة بانتخابات ٢٠١٨، ما يعني أنّ أحداث الطيونة صنعت موجة تأييد معيّنة لها ولكنّها لم تكن ثابتة .

الأكيد أيضاً أنّ تراجع تيار المستقبل الإنتخابي وغياب سعد الحريري عن المشهد لم ينعكسا بشكل كبير على دائرة الشمال الثالثة، حيث يبقى التيار الأزرق قادراً على تأمين رافعة لمن يتحالف معه، … أمّا التيار الوطني الحرّ فقوّته الذاتية لا تسمح له بالفوز بأيّ مقعد، وهو رغم كلّ الإختلافات والتباينات بحاجة للتحالف مع اي رافعة انتخابية اخرى في هذه الدائرة ليؤمّن حاصله وإلّا فلن يكون له أيّ نائب هناك !

هذا على مستوى الأحزاب، أمّا بالنسبة للشخصيات فيتأكّد الحضور الوازن لكلٍّ من النائب السابق فادي كرم من المستطلعين أكّدوا أنّهم قد يقترعون له، النائب السابق ميشال معوض والنائب طوني فرنجية بحسب الاحصاءات ان ارقامهم جيدة. ولكن هنا لا بدّ من الإشارة إلى أنّ هذا الحضور لوحده غير كاف لتأمين دخول أيّ منهم للندوة البرلمانية إذ يحتاج كلّ منهم لتحالف معيّن للفوز! وفي هذا الإطار كان لافتاً التراجع بأرقام لائحة تيار المردة في الكورة بعد وفاة النائب فايز غصن.

ضمن المفارقات في هذه الدائرة أنّ المستطلعين، بأكثرية ساحقة جزموا أنّ ما من أحد من الشخصيات المطروحة هو من ضمن القوى التغييرية، في حين وضع بعض آخر أسماء الاعلامية ليال بو موسى والاعلامي رياض طوق وغيرهم من ضمن القوى التغييرية… ما يعني وكأنّ الناخب يعتبر أنّ القوى التغييرية هي فقط تلك الموجودة خارج السلطة حتى ولو كانت إقطاعية مثلا!

ووسط الحديث عن إمكانية التحالف بين الكتائب وبعض مجموعات المجتمع المدني للتمكّن من المنافسة على حاصل انتخابي، رفضت أكثرية ٨٦٪؜ أيّ تحالف بين مجموعات الثورة والكتائب والشيوعي وخاصة في البترون!

أكثرية المستطلعين أكّدت أنّها ستقترع على أساس البرنامج السياسي والإنتخابي؜، فهل هذا واقعي أم يتضمّن إجابات مثالية لا أكثر؟  .
وفي هذا الإطار كانت واضحة النظرة التشاؤمية حيال المستقبل، إذ أكّد ٧٣٪؜ من المستطلعين أنّ الإنتخابات المقبلة لن تغيّر الواقع السياسي.

لطالما وُصفت زغرتا بأنّها مقبرة الأحزاب، فهل تترجَم هذه المقولة في الإنتخابات المقبلة خصوصاً أنّ اتّجاهات المستطلعين الذين لم يسمّوا أحداً غير معروفة حتى الآن؟ أم تصنع مفاجأة جديدة ؟

أسئلة لا جواب عليها حتى الآن بانتظار مرحلة شدّ العصب ونسج التحالفات المقبلة!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى