أبرز الأخبار

مقايضات سياسية وتنازلات.. ملف الرئاسة على سكة الحل

فيما تتركز الأنظار باتجاه التحضيرات القائمة لانعقاد القمة العربية التي ستعقد بجدة في المملكة العربية السعودية في 19 الجاري، والتي تسبقها اجتماعات على مستوى كبار المسؤولين والوزراء العرب، للخروج بأفضل بلورة ممكنة لأجندة القضايا التي تحتل صدارة العمل العربي المشترك، تعوّل القوى السياسية اللبنانية على انجاز “نقلة نوعية” فيما خص الملفات العالقة في المنطقة، بعد التقارب الايراني العربي والسعودي تحديدا، بما يرخي مرونة في مسألة التعاطي بالاستحقاق الرئاسي اللبناني.

كما ان دعوة رئيس المجلس النيابي نبيه بري، إلى إنجاز الاستحقاق الرئاسي قبل 15 الجاري، تتزامن مع الحراك الدبلوماسي الدولي والعربي النشط، الذي وصل الى حد تحميل الكتل النيابية، مسؤولية تعطيل الإنتخابات واستمرار الشغور ونتائجه، وهي تطورات بمجملها تشي بقرب تصاعد الدخان الابيض من قصر بعبدا.
وقد تردد بعد زيارة رئيس المردة سليمان فرنجية الى دارة السفير السعودي وليد البخاري في اليرزة الاسبوع الفائت، عن تغيّر في الموقف السعودي، ونُقل عن زواره تأكيدهم خروج المملكة من الصمت او ما عرف بالنأي عن الدخول في التسميات والمواصفات الى مرحلة رفع الفيتو عن مرشح الثنائي الشيعي، والمداولات تتركز حالياً في النقاش مع الاخير حول تدوير الزوايا في المسائل المتعلقة بأجندة فرنجية ومدى تقيّده بالالتزام بالخطوط العريضة بما يخوله الحصول على اجماع وطني، وتبديد هواجس دخول لبنان تحت مظلة الهيمنة الايرانية.
من جهة اخرى، يجري الحديث حالياً عن مقايضة إقليمية للاستحقاق الرئاسي، من خلال تقاطعات المصالح السياسية، وصولا الى نضوج التفاهمات الخارجية بما يسهل تقريب وجهات نظر افرقاء الداخل، بالرغم من المعارضة الشرسة لاكبر كتلتين مسيحيتين، التيار الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية، ورفضهما وصول فرنجية إلى سدّة الرئاسة من خلال تأمين النصاب الدستوري، فإن القوات لن تعارض من جهتها القرار السعودي كما ان التيار سيقبض الثمن من الحزب مباشرة.
ومعلوم ان سيناريو المقايضة منذ إعلان الاتفاق السعودي الإيراني، سيغير وجه المنطقة بما مفاده أن هذا الاتفاق له نتائج إقليمية في اليمن والعراق وسوريا ولبنان، وستتكشف لاحقا تفاصيل هذه المقايضة بشأن ملف رئاسة الجمهورية اللبنانية، والتي ترتبط بإعادة ترتيب “بازل” المصالح منها جملة اتفاقات وتنازلات هنا وهناك، يقدمها طرفا الاتفاق، وقد نفذ جزء منها بالفعل.

 

هيلدا المعدراني

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى