أبرز الأخبار

مسؤول فرنسي: خيار فرنجية لم يعد قابلا للحياة!

ترصد الجهات المعنية في لبنان التحرّك الأخير لسفيرة فرنسا آن غريو، وخصوصا في اتجاه بكركي وجهات مسيحية أخرى، في ضوء ما يحكى عن إعادة نظر جذرية في موقف الإليزيه من الملف الرئاسي اللبناني، وهو ما سمعه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي من غريو في زيارتها الأخيرة قبل أيام قليلة.

ولا يخفى أن باريس وصلها بالمباشر استياء الكنيسة المارونية من المقاربة الرئاسية الفرنسية التي لم تأخذ في الإعتبار الهواجس المسيحية من الصفقة المطروحة بين فرنسا والثنائي الشيعي والقائمة على تقسيم رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة وفق حصّتين: تؤول الأولى الى الثنائي عبر رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، وتذهب الثانية إلى المحور العربي المناهض (سابقا) لإيران عبر السفير نواف سلام.

في المعطيات الديبلوماسية أن ٣ عوامل تضافرت وأدّت إلى إعادة النظر الفرنسية في المقاربة الرئاسية:
-أولها، الأخطاء التي ارتكبها المستشار باتريك دوريل، والتي تبدأ بتهميش القرار المسيحي اللبناني وتبدية حزب الله ونقل معلومات غير دقيقة الى الرياض.
-ثانيها، الموقف المسيحي السياسي والروحي الرافض للصفقة التي طرحتها باريس مع الثنائي، متجاهلة تماما الوجدان المسيحي. وما زاد الأمر تعقيدا أنها تعتبر رئاسة الحكومة المفتاح اللبناني الذي به تتمسّك لتأمين مصالحها السياسية والتجارية، لذلك رأت في رئيس الحكومة العتيد الضمانة، فيما تركت رئاسة الجمهورية للثنائي ربطا بضيق الصلاحيات الرئاسية وهوامش التحرّك.
-ثالثها، الاتفاق الإيراني- السعودي الذي خفّف من حدّة نقاط التماس السنية – الشيعية وقَلَب المعطيات وأعاد ترتيب الأولويات وخصوصا تلك التي في مناطق النفوذ والتأثير الإيراني في اليمن والعراق وسوريا ولبنان وغزة. تاليا، ما كان يصحّ قبل الإتفاق قد لا يبقى صحيحا بعده. وهو الأمر الذي ينسحب على لبنان. إذ صار لزاما على باريس أن توافق بين مصالحها مع إيران وبين الاستفاقة السعودية التي فرضت الرياض لاعبا إقليميا، بحيث استطاعت خلق وضع جيوستراتيجي جديد ودفعت الصين دفعا إلى الشرق الأوسط بما سهل بدء تنفيذ مبادرة الحزام والطريق في شقّها الشرق الأوسطي، قافزة فوق الحصار الأميركي المضروب عليها في الشرق الأقصى.

تأسيسا على ذلك، لم يعد من المستغرب أن تجمّد فرنسا التسوية الرئاسية اللبنانية أو تتخلى عنها نهائيا. ونُقل في هذا السياق عن مسؤول فرنسي رفيع إن فرنجية “لم يعد خيارا قابلا للحياة”، وأن الرياض “بتخلّيها عن أي اهتمام بلبنان وبتعاملها بطريقة عدائية سلبية مع المبادرة الفرنسية من خلال تمنّعها عن الإقدام وترك الصفقة تموت ذاتيا من دون الحاجة إلى الصدام مع باريس، كل ذلك دفع الإليزيه إلى التخلي عن فرنجية”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى