أخبار محلية

ما هي التطورات التي وجّهت فرنجية نحو بكركي؟

ليبانون 24

خطوات ومؤشرات كثيرة توحي بأن مرحلة المراوحة التي تسيطر على الواقع اللبناني وعلى الاستحقاقات السياسية وتحديدًا الاستحقاق الرئاسي قد لا تكون مقرونة بمراوحة على الصعيد الاقليمي. إذ إن خطوة رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية بزيارة الصرح البطريركي ولقاء البطريرك بشارة بطرس الراعي قبل يومين توحي بأن تطورات ما قد تحصل.

وبحسب مصادر مطّلعة فإن خطوة فرنجية هي بمثابة الاعلان الرسمي عن ترشّحه لرئاسة الجمهورية، إذ إن الرجل تعامل خلال زيارته الى الصرح البطريركي باعتباره المرشح الاوحد للرئاسة، وأنه يعمل بشكل جدّي على تذليل العقبات السياسية التي لا تزال تحول دون وصوله الى قصر بعبدا، سواء كانت هذه العراقيل داخلية أو اقليمية ودولية.

كما أن كل الأجواء التي تحيط بفرنجية منذ أشهر، وبحسب المصادر، توحي بأنه لن يقوم بخطوات علنية كالتي سار بها نحو بكركي الا في حال وجد أن طريق بعبدا سالكة بشكل واضح، وعندها سيكون جاهزاً للمبادرات السياسية المطلوبة منه كمرشح رئاسي، لا بل جاهزاً للضغط على بعض الفرقاء من اجل الحصول على تأييدهم وبالتالي الحصول على أكثرية نيابية تمكّنه من الوصول الى سدة الرئاسة.

من هنا، يطرح السؤال التالي؛ ما الذي تغير مؤخراً ودفع بفرنجية نحو خطوته الاخيرة؟ ترى المصادر أنه من الواضح أن التغير الاساسي الذي طرأ على المشهد السياسي هو الاندفاعة الهائلة التي تحصل من قبل دول الخليج وتحديداً المملكة العربية السعودية باتجاه سوريا، وهذا التطور لا يمكن أن يمرّ من دون تداعيات على الساحة اللبنانية والملف الرئاسي تحديداً.

يقول البعض، أن التسوية الايرانية – السعودية ليس لها أي تأثير يُذكر على الواقع السياسي اللبناني، وقد يكون هذا الامر صحيحاً، وإن كان التأثير يحصل بشكل تلقائي من دون أن يكون مقرراً من قبل الدولتين نظراً لحجم ارتباطهما ببعض القوى السياسية في الداخل. لكن، وبمعزل عن التفاهم السعودي – الايراني، لا يمكن الفصل بين التطورات الحاصلة في سوريا وبين لبنان، إذ إن لبنان وسوريا ساحتان تتأثران بشكل كامل ومباشر ببعضهما البعض، ولعلّ الموقف الخليجي وتدحرجه من لبنان سار بالتوازي مع الازمة السورية.

لذلك، فإن المصادر تعتبر أن الانكفاءة السعودية تجاه لبنان قد تتغير بشكل متسارع خلال المرحلة المقبلة، وقد يرغب الجانب السعودي ربما، وفق بعض المعطيات الاولية، بتكرار ما حصل خلال مرحلة اتفاق الطائف من توكيل الساحة اللبنانية للجانب السوري، وإن كان هذا الاتفاق لم ينضج حتى اللحظة لأسباب مرتبطة بواقع سوريا الحالي وبالتوازنات في الداخل اللبناني، غير أن ما بدا واضحاً أن خطوات ما حصلت مرتبطة بالازمة وبالاستحقاق الرئاسي ستظهر تباعاً وبشكل تدريجي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى