أخبار محلية

هل يريد فرنجية إنهاء باسيل سياسياً؟

/ مرسال الترس /

يتساءل العديد من المؤيدين لترشيح رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية إلى رئاسة الجمهورية، عن الأسباب الحقيقية أو الجوهرية التي تدفع برئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، إلى رفض هذا الترشيح بكل ما أوتي من “قوة نيابية”، وانه “لن يسير بهذا الترشيح حتى على قطع رأسه”، كما أبلغ مؤخراً أحد الوسطاء الجدد الذين تواصلوا معه من أجل دعم أحد أخصام فرنجية، لأنه – أي فرنجية – يريد أن “إنهاء جبران باسيل سياسياً” في حال وصل الى قصر بعبدا!

قد تكون من بديهيات الأمور لدى رئيس حزب “الكتائب” النائب سامي الجميّل أن يرفض انتخاب فرنجية، هو وأعضاء كتلة حزبه الذي رفع لواء محاربة الإقطاع في لبنان، ليكتشف اللبنانيون أنه مارس الاقطاع بأبشع وجوهه من خلال ترؤس عائلة الجميّل للحزب منذ تأسيسه في ثلاثينيات القرن الماضي، مع استثناءات محددة كانت خارج إرادتهم، لا بل مفروضة عليهم.

وربما كان أهل إهدن على خطأ فادح عندما استقبلوا والده الشيخ بيار في سبعينيات القرن الماضي، إبان حرب السنتين، بالورود والبخور والرفع على الأكتاف، ليكتشفوا بعد بضع سنوات أن إدارة هذا الحزب ناقشت بإسهاب كيفية وضع الخطط لتنفيذ “حملة إهدن” في حزيران من العام 1978، والتي ارتكبت فيها مجزرة كان بعض ضحاياها والد الوزير فرنجية ووالدته وشقيقته الطفلة.

وقد تكون من الخلفيات التاريخية لرئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع أن يرفض انتخاب نواب كتلة حزبه لفرنجية، أو حتى تأمين النصاب للجلسة التي قد تؤدي إلى ذلك، مع العلم أن أحد أركان حزبه قد تعهد عكس ذلك في إحدى العواصم الأوروبية أمام أحد أقرب المقربين من فرنجية، على اعتبار أن هناك تنافساً تاريخياً بين بلدتي بشري وإهدن، وأنه ما زال منسحباً حتى مطلع القرن الحادي والعشرين. ولذلك أعلن تأييده وحزبه لترشيح رئيس حركة “الاستقلال” النائب ميشال معوض لأنه من زغرتا قبل أي تفسير آخر.

ولكن ما هو غير المفهوم، أن يكون موقف باسيل بهذه الحدّة من ترشيح فرنجية، ونسيان ان عناصر تيار “المردة” كانوا يسارعون إلى مد يد المساعدة والحماية لباسيل وعائلته في البترون، عندما كانت عناصر حزبية مسيحية تهدد وجوده واستمرار نشاطه السياسي في مسقط رأسه. وكذلك نسيان، أو تناسي تخلي فرنجية عن عباءة الرئاسة التي كاد أن يلبسها في العام 2016، كرمى لعيون والد زوجة باسيل العماد ميشال عون، وعدم منافسته على الوصول إلى قصر بعبدا. وبالتأكيد أن من تصرّف بهذه الأريحية، لا يهدّد الوجود السياسي لباسيل او لسواه.

كما أن فرنجية كان أعلن مراراً أنه، في حال وصوله إلى القصر الجمهوري، سيعطي كل فريق بقدر حجمه النيابي، ولن يدخل في أي تسوية تلغي آخرين، كما فعل “التيار الوطني الحر” وحزب “القوات اللبنانية” في اتفاق معراب عام 2016، قبل أن ينقلبا على بعضهما البعض.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى