أبرز الأخبار

لبنان مستعمرة أميريكية ” ممانعة “!

 

ألمحامي لوسيان عون – كاتب ومحلل سياسي

نعم، بدون قفازات، وبلا خجل او وجل، وبفضل صمود وتصدٍّ قل نظيره تحول لبنان الديمقراطي الليبرالي البرلماني، لبنان صلة الوصل بين الشرق والغرب، لبنان الحضارة لبنان المستقل، لبنان العروبي ” السرمدي الازلي”… لبنان ” الحرف ” إلى مستعمرة إمبريالية صهيونية ، خاضعاً للسفيرة الاميريكية دوروثي شيا ،التي تلعب دور المتصرف، ولوصاية مجلس الشيوخ الاميريكي، ولقوانين العقوبات الاميريكية ولنظام ال ” FATCA ”
لبنان اليوم بات يخضع اليوم لإملاءات اللوبي الصهيوني،
وهو يخضع ايضاَ وأيضاَ لانظمة الانتربول التي تهيمن عليها الولايات المتحدة
كما يخضع لرقابة المجالس والهيئات الاميريكية ولمراقبة الانظمة المالية الاميريكية في كل ما يتعلق بالمصارف وبمصرف لبنان وبالعمليات والتحويلات المصرفية…
ومن اميركا بالذات تتم مراقبتنا عبر الاقمار الاصطناعية، كما تتم مراقبة شبكاتنا العنكبوتية، والانترنت والاتصالات الهاتفية وبريدنا الالكتروني واتصالاتنا الدولية ،كما يسطر على اجوائنا الطيران الاسرائيلي الحليف لاميركا،كما ان اميركا فرضت على ” ممانعتنا” الابية الاعتراف باسرائيل وبترسيم الحدود معها كما والاعتراف بان نفط وغاز فلسطين يعود تحديداً للدولة العبرية ويحق لها التنقيب عنه واستخراجه وبيعه حتى نفاذ كمياته….
كل تجهيزاتنا اصبحت اميريكية، من مروحياتنا ودباباتنا وآلياتنا ومدفعيتنا واجهزة التجسس لدينا واتصالات مؤسساتنا العسكرية

كل ذلك بفعل شعارات الصمود والتصدي والممانعة وقهر العدو والانتصارات المجيدة السعيدة،
لقد حقق الممانعون مبتغاهم، وها نحن على مرمى حجر لدحر العدو وهزيمته، والقضاء عليه، ورمي اليهود في البحر وتحرير القدس.
يا لها من امجاد بالية وانتصارات خيالية هزلية ،
اما بعد وقبل ختام الحلم المجيد،
ها هو العدو، يستعين بزعمائنا وقادتنا، وبلا ضربة كف، يحقق اكثر من وعد بلفور، ويسحق عملتنا اللبنانية، ويقضي على حساباتنا المصرفية وودائعنا، ويسدي ضربة قاضية لاقتصادنا ومرفئنا وعملتنا ،وينجح في تهجيرنا وتيئيسنا وقهرنا ويحرمنا لقمة العيش ويعمم البطالة في أرجاء وطننا ، ويحرم طلابنا الدخول الى مدارسنا ويقفل في وجهنا مستشفياتنا، ويحرمنا تناول دوائنا وخبزنا والعيش في منازلنا….
هاهو يحول عملتنا من الليرة الى الدولار ، واذ ذاك بتنا نعيش ضمن مستعمرة أميريكية ،وقد استبدلت بعبدا بعوكر وساحة النجمة بالكونغرس ورئيس جمهوريتنا بالسفيرة الأميريكية.
هنيئاً بجمهوريتنا الجديدة المستحدثة والتي يتزعمها العم سام….
هنيئاَ لشعب يعيش حلم بلوغ مشارف القدس، وهو على مشارف عتبة الفرن المتوقف عن العمل والصيدلية الخاوية والمصرف المفلس والثلاجة المقطوع عنها التيار الكهربائي..
هنيئاً لقادة وشعب يحلمون بقصف بحري لبارجة ” ساعر” في عرض البحر لإغراقها، ويصحون على التنازل عن ٢٤٠٠ كلم مربع من مياهنا الإقليمية لعدونا ،ويقرون بجارتنا وينجزون الترسيم لحدودها التي خطها شهداؤنا بالدم، فاستبدلوه بحبر أخضر بلون العملة الخضراء التي نجحت بتجفيف اقتصادنا وقدراتنا وخزينتنا وماليتنا….
انها جمهورية التخاذل وطأطأة الرؤوس الحامية نهاراً والباردة ليلاً على قدر التزلف واعادة التموضع والتملق والانهزام والزحف نحو الهزائم
حلموا بإعادتنا الى العصر الحجري، فحوّلوا وطناً وشعباً ومؤسسات إلى حجارة من أطلال أمبراطورية اوقعها زلزال الفساد والخيانة في قعر جهنم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى