أخبار محلية

فرنجية ليس باليد .. بعد!

ليبانون فايلز/ ميرا جزيني

لم يأت تبنّي الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية من خارج السياق المتوقّع، خصوصا بعدما سبقه الى ذلك رئيس مجلس النواب نبيه بري.

ولم يعد ينقص المشهد سوى إعلان فرنجية ترشيح نفسه، الأمر المفترض حصوله في غضون أيام قليلة، مقرونا ببرنامج رئاسي واضح المعالم.

بذلك يكون الثنائي الشيعي قد خرج نهائيا من الأوراق البيض في اتجاه استنفار حكميّ لحلفائه من أجل الاصطفاف جنبا الى جنب في معركة ترئيس فرنجية.

لكن كلّ ذلك لا يعني أن الاستحقاق الرئاسي أضحى في متناول هذا الفريق، بالنظر الى التعقيدات المركّبة التي لا تزال تواجهه، بدءا من تأمينه الـ٨٦ صوتا اللازمة لافتتاح الجلسة الانتخابية الأولى ومن ثَمّ تأمين انعقاد الجلسة الثانية مباشرة بعد الأولى والتي يصبح فيها نصاب الانتخاب (لا الانعقاد) ٦٥ صوتا.

ما هو ظاهر حتى الآن أن الثنائي لم يضمن بعد الـ٨٦ صوتا بفعل قرار الكتل النيابية المسيحية منع اكتمال نصاب الإنعقاد. كما لم يؤمّن بعد الـ٦٥ صوتا اللازمة لانتخاب مرشّحه في حال تمكّن من جمع الـ٨٦.

ويُفترض والحال هذه أن يبادر بري الى الدعوة الى جلسة انتخاب قريبة يتنافس فيها المرشحون الراجحون، وهم حتى اللحظة فرنجية وقائد الجيش العماد جوزاف عون، فيصوّت كل من الفريقين لمرشّحه، مع علمهما أن أيا منهما لن يتمكّن من ترجيح كفّة مرشحه. وهو الأمر الذي سيتكرّر حتى اقتناع الفريقين بانعدام الحظوظ، وبضرورة الإنتقال الى مرحلة الخيار الثالث.

لكنّ هذا المشهد سيظل فرضيا ونظريا. إذ أنّ أي تغيّر دراماتيكي في الاصطفاف النيابي سيرجّح كفة مرشّح على آخر، وسينهي تلقائيا الفراغ الرئاسي.

ولا ريب أن التطور الدراماتيكي، في حال حصوله، سيكون مصدره الخارج القريب أو البعيد والذي في مستطاعه التأثير (تاريخيا) في الاصطفاف النيابي. غير أن هذا الخارج لا يزال منهمكا باستحقاقات بعيدة من الانتخابات الرئاسية، حيث بؤر التوتر مع روسيا والصين، وحيث الاتصالات مستمرة من أجل استئناف التفاوض النووي بين واشنطن وطهران. ويُعدّ أي تطور نووي اختراقا كبيرا لا بد أن ينعكس في مساحات النفوذ الإيراني، تماما كما يُعدّ التعثر أو فشل الجهود الآيلة الى جسر الخلاف الأميركي- الإيراني، هذه المرة، تهديدا للأمنين الإقليمي والعالمي، بالنظر الى أن الفشل قد يسبب على الأرجح ضربة إسرائيلية ستشعل بدورها عالما واسعا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى