أبرز الأخبار

بعد الانتخابات النيابية… حزب الله يبدّل استراتيجيته في لبنان…

بعد الانتخابات النيابية الاخيرة اتخذ حزب الله قرارا واضحا بالاستدارة النسبية نحو الداخل اللبناني على اعتبار ان هذه الاستدارة ستؤمن القدر الممكن من مصالح البيئة الحاضنة وتطلعاتهم، اذ ان الحياد الذي يتعامل به الحزب دفع جزءا من جمهوره الى انتقاده ومطالبته بدور داخلي، اقتصادي واجتماعي

يوازن الحزب في تدخلاته اللبنانية بين عدم ترك الساحة للقوى السياسية، الحليفة وغير الحليفة، كما كان يفعل في السابق، وبين الذهاب الى مواجهة فعلية مع الولايات المتحدة الاميركية على بعض مراكز القوى في الدولة العميقة، على اعتبار ان الانهيار الذي يمر به لبنان لا يزال ضمن الحدود التي يمكن لحارة حريك احتواء تداعياتها.

وجهة نظر الحزب تركزت في السنوات القليلة الماضية على فكرة عدم استفزاز واشنطن وإشعارها بأنها خسرت كامل نفوذها في لبنان، لان ذلك كان سيدفعها الى تصعيد ضغوطها الى مستوى قياسي ووصول البلد الى انهيار وفوضى غير مسبوقة، وهذا اخر ما يريده الحزب.

تعلم حارة حريك جيدا ان احد اهداف الضغوط الاميركية هي تحريض البيئة الحاضنة الشعبية عليه، وبالرغم من ان الانتخابات النيابية الاخيرة اظهرت عدم تأثر الحزب شيعيا، الا ان الحزب عاين كيف ان تأييده الوطني تراجع بشكل متفاوت بين منطقة واخرى، وعليه فإن وصول الاستنزاف الشعبي للطائفة الشيعية بات امراً ممكناً.

كل هذه المعطيات جعلت الحزب غير قادر على الاستمرار بسياسته القديمة خصوصا وانه وجد ان حجم الانهيار يهدد كل الثوابت المرتبطة بالاستقرار والسلم الاهلي التي كان يحاول تجنب الكباش المباشر مع الاميركيين في لبنان للحفاظ عليها، فجاء خطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الاخير ليعلن مباشرة عن توجه الحزب نحو استعمال ادوات لم يكن يستخدمها سابقا في معركته مع واشنطن لبنانيا، اذ لوح بشكل علني بأمرين: الاول فتح الجبهة مع اسرائيل ما قد يتمدد ليصبح معركة اقليمية تطيح بالاستقرار الاقليمي الذي تعطيه واشنطن اولوية كبرى.

اما الامر الثاني فهو خوض اشتباك سياسي حاد لإخراج الولايات المتحدة الاميركية من الدولة العميقة، ما يعني استدارة كاملة للحزب وخوض معارك سياسية وادارية وشعبية قاسية داخل لبنان قد تؤدي الى تعديل النظام السياسي واستخدام بعض فوائض القوة غير العسكرية…

المصدر: لبنان 24

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى