أخبار محلية

لبنانيون مُهدَّدون بالموت فيما الدولارات مخفيّة

 

كتب أنطون الفتى في وكالة “أخبار اليوم”:

ليست مبالغة إذا قُلنا إننا نعيش في عصر الإجرام بعينه. ففي طرابلس مثلاً، أي في أفقر مدن حوض البحر المتوسط، حيث ينتظر البائعون المتجوّلون، والفقراء، والأولاد… “معيشتهم” اليوميّة، يوجد الكثير من الثروات والكنوز التي تعبّر عن جرائم وإجرام، والتي تقتل أجساد ونفوس الناس، فيما يجب أن تُوجَّه لصالح ما يوفّر الطعام والدواء ومختلف أنواع الحاجات لهم، والصيانة لمنازلهم…

رصاص وترميم؟

مُعيب حقّاً أن نعلم أنه في عزّ زمن الزّلزلة والخوف من هزّاتها وتردّداتها، والتي تدفع الكثير من اللبنانيين والطرابلسيّين الى ترك منازلهم، و(مُعيب أنه) في أوان تحوُّل الكثير من الطُّرُق والأزقّة والمنازل الى “أماكن أشباح”، فور الشّعور بهزّة أرضيّة قوية نسبياً، (مُعيب) أن يُعلَن عن أن عدداً من المواطنين في طرابلس ومحيطها، يعمد الى إطلاق النّار في الهواء بعدها (الهزّات).

الحجّة هي أن تلك الخطوة تحذيرية، أي انها لجَعْل الناس يستيقظون. ولكن بمعزل عن عدد الرّصاصات التي يتمّ إطلاقها، نسأل من حيث المبدأ:

ألا يمكن لمن يتصرّف على أساس أنه من سكان أفقر مدن حوض المتوسّط، فيما هو يمتلك السلاح والرّصاصات القادر على استعمالها في طلقات تحذيرية، ولغير استعمالات في ظروف أخرى أيضاً، (ألا يمكنه) أن يرمّم منزله، أو أن يؤمّن التمويل اللازم لأعمال الترميم؟

وهل يعجز من هو قادر على تزويد الناس بالرّصاص في طرابلس، عن أن يرمّم، أو أن يُعيد بناء منازل من يزوّدهم بتلك الرّصاصات، وبمختلف أنواع الأسلحة؟

إجرام

هنا، ما عاد الحديث عن جولات قتالية لمحاور من هنا، ولأخرى من هناك، بمفاعيلها السياسية والأمنية الداخلية والخارجية، بل عن “أزمة مدينة” ممتلئة من المال والأسلحة، فيما تفرغ منازل سكانها الهشّة عند كل هزّة ارتدادية، خوفاً من سقوطها. وهذا هو الإجرام بعينه، أمام أنظار السلطات السياسية والأمنية، الطرابلسيّة واللبنانية، بشكل عام

همّة

أشار مصدر مُتابِع الى أن “مظاهر إطلاق الرصاص في طرابلس، أفقر مدن المنطقة على الإطلاق، يترجم مشهد الدولة اللبنانية التي لا تعرف كيف تنقذ مواطنيها”.

وشدّد في حديث لوكالة “أخبار اليوم” على أن “دولاً أخرى قد لا تمتلك ما يوازي الإمكانات الموجودة في لبنان، مهما كانت قليلة، ولكنّها تُظهر همّة في معالجة آثار الكوارث التي تضربها”.

منذ عقود

ولفت المصدر الى أن “إطلاق الرّصاص بطرابلس في أوان الهزّات هو أمر تحذيري في الظّاهر، فيما يعبّر بجوهره عن حَجْم التفلُّت الذي تعيشه المدينة، سواء على الصّعيد الأمني أو غيره”.

وختم:”من يزوّد الناس بالرّصاص والأسلحة هو قادر على ترميم منازلهم طبعاً. ولكن هذا الواقع يعود الى العصابات دائمة الوجود هناك، والتي لديها من يحرّكها، والتي تستغلّ كل أنواع الظروف والمناسبات لتُظهر نفسها، ولتعبّر عن حضورها. وهذا ليس جديداً، وهو يتحكّم بتلك المدينة منذ عقود”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى