أبرز الأخباربأقلامهم

محامون يبحثون عن عدالة في قصور العدل!

المحامي لوسيان عون

منذ نيسان ٢٠١٩ اعتبرت العدلية بحكم المقفلة، ونحن على اعتاب الذكرى الرابعة لتعطيل وشل أبرز المؤسسات الدستورية في لبنان. المحامون هم أبرز ضحايا هذا المسلسل الإجرامي الذي أطاح بمهنة تضم عشرة آلآف محام ،وهم عجزوا عن كشف ملابسات من عطّل اعمالهم منذ اربع سنوات ونهب ودائعهم وجنى عمرهم وفجّر مكاتبهم في ٤ آب وقتل عدداً من زملائهم في هذا اليوم المشؤوم الأسود…. وها أن القضاة أنفسهم يعطلون اليوم الوصول إلى الحقيقة عبر صراعات فيما بينهم تارة، وعبر وقف تنفيذ الأحكام كما سير المحاكمات أحياناً أخرى. مطلوب اليوم قبل الغد وقفة عز من نقابة المحامين وصرخة مدوية في ظل من أسدى أقوى زلزال في تاريخ النقابة لأهل النقابة وضحاياها الذين بات معظمهم بلا مدخول، وتهجّر بعضهم الى دنيا الإغتراب، وبات قسم منهم بلا عمل. لم نشهد في أحلك ايام الحرب الأهلية المدمرة ما نشهده اليوم من تعطيل لقصور العدل… لا كهرباء، ولا مازوت لتشغيل المولدات، لا موظفين، لا قرطاسية، لا تجهيزات، لا مواد تنظيف، لا موظفين، لا مياه للشرب او التنظيف او للمراحيض!! …. بل لا حياة في قصور باتت أشبه بقبور تسكنها الأشباح!!!
أهذا ما حلم به طلاب الحقوق والمحامون المتدرحون؟!
أتلك شعارات ” بيروت ام الشرائع ” و ” العدل أساس الملك ” التي تربينا على أمجادها؟!!
أتلك حالة العدلية التي أدينا حلف اليمين في عز حرب الخمسة عشر عاماً لتنشط وتضج بقول الحق والقضاء على الباطل، فانتصر أخيراً ألباطل على الحق وباتت قصور العدل إحدى الشواهد على التسيب والفلتان والإهمال والتحلل والفشل والإهتراء؟!
إلى متى نسكت عن هذه الجريمة المنظمة…. ويبقى المحامون باحثين عن طابع مالي من هنا، وموظف من هناك، وقاضٍ هنا، وتيار كهربائي من هناك، وقلم مفقود هنا، وحبر لطابعة هناك، وورقة بيضاء هنا، وصندوق مالي هناك…..
فهل نصبح يوماً أمام سوق سوداء لعدلية وموظف وطابع ومطبوعة ومولد وقلم وحبر وورقة بيضاء؟!….، وقد بلغنا فعلاً المحظور؟!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى