أخبار محلية

خوف وهلع.. نشاط زلزالي مستمر والنتائج مجهولة .. !

كتبت تيا ماريا حبشي في “جسور”:

منذ أسبوعين، والخوف والهلع يسودان منطقة الشرق الأوسط بعد الزلزال المدمّر الذي ضرب تركيا والشمال السوري وأسفر عن سقوط عشرات آلاف الضحايا في البلدين المنكوبين.

يعتبر هذا الزلزال الأقوى منذ مئات السنين وتلته مئات الهزّات الارتدادية شعر بها سكان الدول المستهدفة بالزلزال والاخرى المحيطة ومن بينها لبنان مما ولّد الذعر بين السكان خصوصا وأنه حتى اليوم لا تزال تسجل هزات ارتدادية اخرى صباحا عند الثامنة والدقيقة الخامسة بتوقيت بيروت. والمعروف أن لبنان يقف على تقاطع فوالق متفاوتة الأهمية، وهذا جزء من طبيعته الجيولوجية.
أبرز الفوالق
في هذا السياق، يشرح الخبير الجيولوجي الدكتور أنطوان سمراني “الفالق هو كناية عن تصدّع في الأرض، فعدد تلك الفوالق لا يعد ولا يحصى إنمّا يمكننا معرفة الفوالق الأكثر نشاطاً. هناك فالق بحر الميت الذي يبدأ من البحر الأحمر، نحو الأردن وفلسطين ويمرّ بلبنان وسوريا وينتهي عند الحدود التركية ليتلقي بفالق الاناضول الشرق مما يؤدي الى تعقيدات تكتونيّة. يتفرّع من فالق بحر الميت، فالق اليمونة الذي ينقسم إلى فالق الروم باتجاه الغرب وفالق سرغاية باتجاه الشرق.”
ويؤكد سمراني أن “المنطقة ناشطة عبر التاريخ فقد سجّلت آلاف الهزات الأرضيّة والزلازل المدمّرة. كما أنه وعبر التاريخ ضرب تسونامي لبنان. ففي حال حدوث زلزال في المنطقة، لا يمكننا تقدير النتائج، لذلك يجب أخذ بعين الاعتبار قوة الزلزال ونوعيّة الأبنية والكثافة السكانيّة ومعايير أخرى.
قراءة في الزلزال المدمر
وأمام مشهد الزلازل في تركيا يوضح سمراني “ضرب زلزالان كبيران منطقة تركيا وسوريا على صفيح الأناضول الذي تعرّض لضغط متراكم بفترات طويلة على مدى مئات السنين، فسبّب هذا الضغط زلزال على فالق الأناضول الشرقي. فنتيجة تحرك الصفيحة التكتونية العربية التي تتقدم نحو تركيا باتجاه الشمال، تحرّك صفيح الأناضول باتجاه الغرب مما ولّد الزلازل العنيفة في تلك المنطقة والتي لا يمكن التنبؤ بها”.

ما تمرّ به المنطقة برمّتها ليس سهلاً، ويبقى الأهمّ أن مع كل التطوّرات الموجودة على كوكب الأرض، لا أحد يستطيع أن يعلم متى يحدث الزلزال.

أما عن الترددات وفي البحر تحديداً، يحدث “التسونامي” (وهو موجة هائلة من المد البحري) بفعل زلزال تفوق قوته 7.7 درجات على مقياس “ريختر”، ويكون مركزه فالق بحري تحت سطح البحر، والزلزال الأعنف الذي حدث في إندونيسيا نهاية عام 2004 كان مركزه في المحيط الهندي وبلغت قوته 8.9 درجات، وقد أدى إلى اقتحام البحر الجزر الإندونيسية وقتل ما لا يقل عن 289 ألف شخص.
ومساء الأربعاء اعلن تطبيق اللجنة الوطنية للجيوفيزياء عن حصول هزتين ارضيتين في البحر مقابل مدينة صيدا في لبنان في غضون ١٠ دقائق، الأولى بقوة ٣.٥ و الثانية بقوة ٣ .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى