أبرز الأخبار

ماذا وصل إلى قيادة “حزب الله” حتى صعّد نصرالله؟

“ليبانون ديبايت”/ وليد خور

يُصنّف خطاب الأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله أمس خلال إحياء ذكرى قادته، من النوع الدقيق جداً الذي يتضمّن رسائل من الطراز الحربي الساخن، لم يكن ليُعلن عنها بهذه الطريقة خلال إحياء مناسبة لها رمزيتها لديه، لو لم تكن الأمور قد وصلت إلى حدودٍ، لم تعد تسمح بالتعاطي معها من خلال التسريبات، إنما وفق معادلة الكلام المباشر.

هدّد نصرالله بنقل الفوضى إلى كلّ المنطقة، وفي مقدمتها إسرائيل “إن دفعتم لبنان إلى الفوضى، وإننا جاهزون لمدّ سلاحنا إلى إسرائيل”، وأضاف “جاهزون للحرب دفاعاً عن نفطنا”. وفي كلامٍ لافتٍ يحمل التحذير، قال: “إذا كان البعض يخطِّط للفوضى (الأميركي أو جماعته في لبنان) أقول لهم أنتم ستخسرون كل شيء في لبنان”، محذّراً في السياق من “تسويف الشركات في موضوع النفط والغاز”.

عملياً، عدة نقاط حتّمت على نصرالله التوجّه إلى “خطاب حربي”، بعضها وصل كمعطيات إلى “حزب الله”:

1- بُعيد توقيع اتفاقية الترسيم بين لبنان وإسرائيل في شهر أكتوبر، وُضع “حزب الله” بصورة الإسراع في التحضيرات اللوجستية لوضع البلاد على مسار إنتاج النفط والغاز من الحقول اللبنانية.

2- لاحظ “حزب الله” بعد أشهر على انتهاء ملف الترسيم، أن الوتيرة لدى الشركة الفرنسية تحديداً (توتال) بطيئة. إستوضح الحزب من المراجع الطبيعية والرسمية، فأتاه الجواب من أن السبب يعود إلى المسائل التقنية، ومنها صعوبة تعاقد “توتال” مع شركة تتولى التنقيب والحفر في المياه العميقة. وقد وضع في صورة أن الشركة أطلقت منذ أشهر مناقصةً لتأمين شريك.

3- تواصل الحزب مع أحد المعنيين بالملف من أجل استيضاحه حول الأسباب التي تدفع إلى هذا البطء في إتمام المتطلّبات اللوجستية. وتبعاً لما سُرِّب، ساد شعورٌ أن ردة فعل المسؤول “لم تكن واضحة تماماً أو يعتريها الغموض”.

4- تعتقد بعض الأوساط داخل “حزب الله”، أن ما أمّنه من أجل إنجاز ملف الترسيم، إستُغل من جانب بعض القوى المُمسكة في الملف داخلياً من أجل تسيير مصالحها. ويظن البعض أن الموضوع انتهى، وأن الحزب تكبّله التزاماته أو وعوده، وما كُتب قد كُتب.

5- إتضح لدى الحزب بعد مراجعة أهل الإختصاص، أن المناقصة الداخلية الخاصة المفتوحة لدى “توتال” بحثاً عن “حفارة”، لم تستقطب العدد الكافي من الشركات. شكّل استمرار العقوبات الأميركية غير المعلنة على لبنان، وعدم وجود استثمارٍ واضح في هذه الثروات داخل لبنان، أسباباً تدفع إلى حذرها.

6- الأمر الأهمّ الذي فُهم على كونه تلاعباً تتعمّده الشركة الفرنسية، ما ورد إلى جهات رسمية، ومنها تسرّب إلى “حزب الله”، من أن “توتال” قد تمدّد دورة المناقصة المفتوحة لديها أشهراً إضافية، بذريعة محاولة تأمين عددٍ كافٍ من الشركات للتعاقد معها لإتمام أعمال الحفر في البلوك رقم 9. ويعتقد الحزب أن الظروف الحالية التي تشكّل عوائق أمام قدوم الشركات، ستستمر مستقبلاً طالما أن لا حلول لها، وبالتالي، إن التذرّع بصعوبة تأمين شريك ستستمر.

7- إقتصادياً، بات الحزب في صورةٍ مفادها أن التلاعب في الدولار وافتعال أزمة مالية ـ قضائية ولّدت ذريعة لدى المصارف للإقفال، وحالة التهاوي المتدرِّج في المؤسسات العامة وإخراجها عن الخدمة، هو عملٌ تآمري تقف خلفه الولايات المتحدة عبر أدواتها، من أجل افتعال أزمات داخلية والإستثمار فيها وصولاً إلى الفوضى.

بناءً على ما تقدم وأمور أخرى، كان لا بدّ لنصرالله من التدخل وإبلاغ رسائله في كافة الإتجاهات. ومجدداً أعاد توظيف حقل كاريش (أعلنت الشركة المشغلة له أنها بدأت تصدير كميات من الغاز والنفط مستخرجة منه) ووضع ملفه على الطاولة كعنصر ضغط، لدفع ملف الغاز والنفط في لبنان، ولتخفيف الإندفاعة الأميركية في لبنان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى