أبرز الأخبار

حيث يكون بري يكون جنبلاط…كلمة السر لم تصل بعد

“ليبانون ديبايت”

شكل الموقف الأخير للحزب التقدمي الإشتراكي من حسمه عدم انتخاب رئيس تيار المردة سليمان فرنجية لأنه ينتمي إلى خط الممانعة، مادة للنقاش حول ما سُتر من اللقاء الذي جمع رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط في عين التينة، فهل أبلغ جنبلاط حليفه “الدائم” عدم السير بمرشحه غير المعلن سليمان فرنجية وأنه يزكّي قائد الجيش؟

وهل هذا الموقف يعني بشكل مباشر نهاية حظوظ فرنجية بالرئاسة الاولى؟ أم أن الأمر قد يحتاج إلى جهد إضافي من رئيس المجلس لإقناع الحليف الإستراتيجي؟

يفهم المحلل والكاتب السياسي طارق ترشيشي من موقف الإشتراكي أن القوى السياسية لم تحسم خياراتها بعد، ولم تتلقَ حتى الساعة كلمة السر أو الوحي الخارجي، حيث تستمر الإتصالات على خط موازٍ منها المعلن ومنها غير المعلن ويجعل الأطراف تتريث في حسم خياراتها.

أما موقف الإشتراكي اليوم بعد طرحه 3 أسماء على البطريرك كمرشحين محتملين، يشي بعودة هذا الحزب إلى دائرة الترشيحات الأولى بإنتظار ما سيرشح عن حراك اللقاء الخماسي الدولي في باريس.

ويتوقف عند ما رُشح عن جولة سفراء الدول المشاركة في اللقاء لا سيما بعد لقاء الرئيس نجيب ميقاتي وفيه تأكيد على ضرورة أن يتفق الأفرقاء اللبنانيون على رئيس ليتم انتخابه تحت طائلة إعادة هذه الدول النظر في علاقاتها وتعاطيها مع لبنان.

هذا الموقف الذي أتى كتحذير، يلفت ترشيشي من خلاله إلى رغبة الدول التي تتعاطى الشأن اللبناني بحصول توافق يمهد لانتخاب رئيس للجمهورية، وهو رسالة مباشرة أن كلمة السر لا يمكن بناءها إلا على أسس توافق داخلي حول مرشح معين لتأتي كلمة السر وتزكّيه.

أما عن تقلص حظوظ فرنجية بالوصول إلى سدة الرئاسة، فيوضح أنه حالياً لا يوجد توافق بين الأفرقاء على إسم محدد لتنزل الكتل إلى المجلس وتنتخب، وبالتالي لن يتم الانتخاب خارج إطار التوافق لا سيما أن احداً من الأفرقاء لا يملك الأكثرية .

ويرى أن لفرنجية المواصفات المطلوبة ليكون رئيساً للمرحلة فهو يستطيع أن يعالج عدة ملفات يعجز الآخرون عن حلها لا سيما موضوع النزوح السوري في لبنان وتطبيع العلاقات مع الدول العربية وترسيم الحدود البحرية والبرية مع سوريا، كذلك لا يملك أحد غيره الشجاعة ليطرح بجرأة موضوع الإستراتيجية الدفاعية، مشيراً إلى أن هذا الأمر أعلنه صراحة من الصرح البطريركي وبالتالي التزم بما أعلنه لأنه في حال انتخابه سيُسجل عليه بأنه تعهد بهذه الأمور وعليه أن يقوم بحلها.

ويعتقد ترشيشي أن فرنجية يتقدم على بقية المرشحين، ورغم أن قائد الجيش يملك مواصفات يحترمها الجميع إلا أن ترشحه دونه عقبات لأنه يحتاج إلى تعديل دستوري وبالتالي الى عقد جلسة لمجلس النواب للتشريع في ظل رفض شريحة كبيرة من النواب للتشريع في ظل مجلس نيابي تحول إلى هيئة ناخبة.

أما الموقف الجنبلاطي اليوم قد لا يكون نفسه غداً لأنه حيث يكون الرئيس بري يكون جنبلاط، وما يحكى اليوم مجرد إستعراض خيارات وهي خيارات غير نهائية، لا سيما أن الأفرقاء يرفعون من السقف قبل الوصول إلى التسوية ليؤسس كل فريق موقعه في العهد الجديد على مستوى استمرار علاقاته في السلطة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى