أخبار محلية

ودائع على طريق الوداع !

 

المحامي لوسيان عون

تتبجحون وتمننوننا بحماية الودائع!
أي ودائع وأي حسابات ؟
وهل من يقنعنا أنه ثمة ودائع بعد اليوم ؟
إن كان كذلك أين هي؟ في أي مصرف؟ وفي أي بلد أو منطقة أو شركة؟ وبيد من؟
من يستثمرها ؟ من هو مؤتمن عليها؟
ثلاثة اعوام ونيف على تعاميمكم الجائرة ، خدعتمونا بأن بعضاً من الثوار أحرقوا بضعة دواليب، فاختفى بسحر ساحر ١٩٠ مليار دولار في ساعة ” ليس فيها ضوء قمر”
بسحر ساحر اختفى تحت الأرض مليونان وسبعمائة ألف حساب فتبخرت العملات على غفلة على رائحة الدواليب المشتعلة في ١٧ تشرين الأول عام ٢٠١٩ ،
حاولتم إلصاق جريمتكم ،جريمة العصر بالثورة لتشويهها وخداع المودعين والمواطنين عامة، لكن خدعتكم لم تنطلِ على أحد….
لقد فعلتوا فعلتكم ،وارتكبتوا مجزرتكم بحق الأحياء المساكين العزل والمتقاعدين والطلاب والمرضى والمعوقين، فسلبتم منهم جنى العمر وقطعتم عليهم رزقهم وقوتهم ومعيشتهم وتكاليف ادويتهم واستشفائهم وأقساط جامعاتهم ومدارسهم….
وبعد ، تكملون مسلسلكم الإجرامي عبر إلهائهم بقصص ألف ليلة وليلة، تارة عبر اقرار قانون الكابيتال كونترول ،وطوراً عبر خطة نهوض مفبركة، وطوراً عبر خطة توزيع الخسائر وطوراً عبر الهيركات ، وطوراً عبر إعادة هيكلة المصارف، وقد رأينا ” هندساتكم المالية الباهرة والخلاقة الى أين اوصلت الوطن… وقد حولتم بسحركم الجهنمي المئة ألف دولار الى مئة دولار، والشيك المصرفي الى مخطوطة هيروغليفية لا تصلح للعرض في المكاتب والصالونات، ودفاتر الحسابات لصفحات من تاريخ العائلة وحائط مبكى للأحفاد….. والمصارف لغرف سوداء لا تصلح الا لتمثيل أفلام الإفلاس والإنهيارات الهوليودية…..
لقد سقط قناعكم أيها الكذبة والممثلون، وداعاً للودائع والمدخرات والحسابات، وداعاً للعدالة وحقوق المودعين ،وداعاً للضمائر الحية، وداعاً للقضاء الذي كان يترتب عليه تلقف الدعاوى واصدار الاحكام العادلة والزام الجناة باعادة الأموال المسلوبة….وهو لم يفعل إرضاء لمن اعد التشكيلات ضمن خطط المحاصصات والتعيينات والمحسوبيات والصفقات المشبوهة،
لكن في خضم أضخم جريمة سلب هذا الكم من الحسابات المصرفية لم تكن ردة الفعل على قدر المبتغى…. وهذا ما يدفع المجرمين اليوم لسن تشريع ” إبراء ذمة السارقين وتطبيق مبدأ عفى الله عما مضى” ومنح صلاحية المساءلة والمحاسبة للسارقين أنفسهم ….
ومن طاله القتل والقصف والتهجير ومن ثم سلب جنى العمر وسامح بهذا القدر لن يسلم بعد اليوم من الآتي الأعظم……
يا له من زلزال مدمر، من صنع البشر…. بشر ليسوا من سلالة البشر، بل هم أقرب من الحجر، ويا ليت فيهم صلابة كصلابة الحجر، بل ليونة وتلوّن كذاك الذي تمتلكه الحرباء

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى