أخبار محلية

أبرز ما جاء في صحيفة النهار اليوم

ألنهار

لم تتمدّد بعد على نحو ما يُفترض التأثيرات العميقة والكبيرة للإعصار القضائي ومعه وفي موازاته الإعصار الاجتماعي المتدحرج الى “أدبيات” السياسيين في شأن الأزمة الرئاسية، إذ ما زلنا أمام رتابة كلاسيكية تتردّد في كل الاتجاهات وكأن الاستحقاق المأزوم ليس متصلاً بيوميات هذه الأعاصير “الكيانية”. ويتعيّن القول بكل الوضوح الحاسم إن دوامة الدوران في بضعة أسماء أو الاكتفاء بإعادة تثبيت مواصفات مرشحين أو المناورة بإمكان الانتقال من مرشح الى آخر، وما الى ذلك من عيّنات الخطاب السياسي الرائج راهناً في مرحلة الضياع هذه لم يقدّم شيئاً إضافياً منذ ثلاثة أشهر من عمر الشغور الرئاسي، بما يعني أن الهوّة الكبيرة تتسع بتعاظم سريع وأكبر بين المعايير والحسابات التقليدية البليدة التي تحكم مواقف القوى السياسية من الأزمة ويوميات الانهيار الأكبر في كل شيء الآخذ في التضخم الى حدّ تهديد كل مرتكزات الاستقرار الأمني والأهلي.

فلا يفترض أن يفاجأ أحد إن تبيّن أن من غير المجدي إطلاقاً بعد الآن أن تتردّد أطروحات رتيبة حول احتمالات حصر السباق الرئاسي بين مرشحي الممانعة أو توسيعها لتشمل معهم قائد الجيش أو المضيّ في رسم سيناريوهات تتصل بإمكان تجميع النصف زائداً واحداً لمرشح المعارضة أو لمرشح الممانعة أو طرح أسماء كانت تتردّد في الكواليس ولا تعلن على سبيل الخشية من الحرق. شهدنا هذه النماذج في أسبوع انفجار القضاء اللبناني انفجاراً لا يشبهه معنوياً ووطنياً سوى انفجار أطنان النيترات في مرفأ بيروت، وإذ كان يفترض بطريق العدالة أن تخترق الحجب وتأتي بمحاكمة العصر على قدر الـ220 شهيداً وتدمير ربع بيروت وتهجير ثلاثمئة ألف مواطن إذا بأسوأ ما حل ببلد في العالم أن تنفجر النيترات مرتين مرة بالضحايا البشرية والممتلكات ومرة ثانية بالقضاء حارس العدالة وكاشف الحقائق.

مع حصول ذلك، ومع انفجار معالم وطلائع الإعصارات المخيفة الأخرى الآتية في مقبل الأيام والأسابيع والأشهر لن يكون جائزاً وممكناً أن تبقى معادلات الأزمة الرئاسية المفتوحة على الغيب وعلى ترقب ذاك الشيء الذي لن يأتي من أفق الدول هذه المرة، على هذا “التخلف” الرتيب الذي يطبع خطاب القوى السياسية “العظمى” في معظمها وكأن ما اختطته لنفسها وحساباتها لا يزال غير قابل للتغيير أو كأن مسار الأزمة الرئاسية منفصل عن تداعيات اليوميات التي تتسبّب بها “حرب” بل بما يرقى الى مجازر جماعية ولو من دون قتل يتعرض لها اللبنانيون بكل معايير استهداف أمنهم وواقعهم ومصيرهم في كل مجالات الحياة والعيش البديهية.

لن يبقى مقبولاً بعد الآن أن يحدّثنا أحد عن مرشحين مستترين يتخفون خشية الاحتراق أمام حريق لبنان فيما لا يعرف اللبنانيون موقفاً لهم في أعاصير وجودية. ولم يعد ممكناً بعد الآن أن تتكرر رتابة مواقف نمطية كأننا في زمن تجمّد عند حدود الفرز بين معسكري الممانعين والسياديين ولم يقم ما بينهما جيل آخر جديد من الأعاصير لا تشمله أدبيات المعسكرين. ثمة فعلاً جيل جديد من الأعاصير والأزمات والكوارث لا نجد أثراً لها في “فلك” أزمة الرئاسة التي تحكمها أدبيات توحي كأنها من عصر غابر. ثمة معايير ومواصفات طارئة تتراكم بسرعة هائلة في واقع لبنان والمشتغلون بأزمة الرئاسة عنا لاهون. ثمة الكثير مما يستدعي تصويب البوصلة ليس في خطاب سياسي متهالك بل في معايير ومفاهيم المرشحين للرئاسة… والبقية تأتي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى