أبرز الأخبار

دعوى قضائية على فارس سعيد كرّسته زعيماً وطنياً

كتب عوني الكعكي:

لا شك بأنّ الأمور بدأت تتغيّر وبشكل سريع عند جميع الطوائف، وأنّ الأحوال الاقتصادية التي وصلت إليها البلاد بسبب الحكم «القوي» الفاشل والصهر الأفشل بتأييد من الحزب العظيم، أوصل الناس الى اليأس، وإلى تحدّي السلاح وحامليه لأنهم يعتبرون أنّ هذا الخيار هو خيار الحزب، وبخاصة أنّ البلاد بقيَت من دون انتخاب رئيس للجمهورية مدّة عامين ونصف العام، وهذا يحصل لأوّل مرّة في تاريخ لبنان.

للأسف بقي السيّد نصرالله يقول: إما أن تنتخبوا ميشال عون أو لن يكون هناك رئيس للبلاد.

وكان السيّد يظن أنّ الصواريخ والسلاح والصوت العالي والخطاب الرنان وتزوير التاريخ والجغرافيا و»قلب» الأمور هي العدّة المناسبة للحكم، خاصة وأنّ السيّد أصبح في بعض الأيام خبيراً بمخططات الأمور الحربية كما السيناريو الذي عرضه في يوم من الأيام عن عملية اغتيال الشهيد الكبير الرئيس رفيق الحريري…

كما أنّ قوله عن الانتصار الإلهي في حرب تموز 2006 كان شاهداً على ادعاءاته، فيوم خطف جنديين إسرائيليين تسبّب بحرب تموز التي كانت نتيجتها 5000 قتيل وجريح من المواطنين وأفراد الجيش والمقاومة وذلك تحت شعار «تحرير أسرانا»، كما تسبب بخسارة 15 مليار دولار كلفة البنية التحتية التي دمرتها طائرات إسرائيل.

حكم فاشل بكل ما في الكلمة من معنى، ويكفي ان الدولار اصبح 28 ألفاً وهو مستمر في تصاعده، والمشكلة الأكبر انه لا يوجد سقف لهذا الانهيار المالي.

التعطيل بتشكيل الحكومات، فكل واحدة يستغرق تشكيلها سنة كاملة إرضاء لصهر فخامة الرئيس ونزولاً عند رغبته باختيار الوزارة التي يريدها.

قمّة الفشل في الدولة تجسّدت في وزارة الاتصالات بتعيين 1000 موظف من «التيار العوني».

والمصيبة الأكبر كانت في وزارة الكهرباء منذ أن تسلمها الصهر الفاشل، ثم عمد الى تعيين سكرتيره سيزار أبو خليل في وزارة الطاقة بديلاً له، ثم سكرتيرة سيزار ابي خليل ندى البستاني وسكرتير السيدة ندى بستاني ريمون غجر «البروفسور في الذرّة».

غلطة الحزب الكبرى كانت في الدخول الى عين الرمانة، وهنا يبدو أنّ ثقافة السيّد التاريخية ضعيفة لأنه لا يعرف التاريخ.. لذلك عندما وُجِدَتْ ما تسمّى بالخطوط الحمر في بداية الحرب الأهلية اللبنانية عام 1975 كان أول خط أحمر بين منطقتي الشياح وعين الرمانة، حتى الرئيس الأسد كان ذكياً جداً إذ كان حريصاً على بقاء الخط الاحمر المرسوم بين منطقتي عين الرمانة والشياح.

هذه الغلطة كرّست الدكتور سمير جعجع أكبر زعيم مسيحي ووطني في لبنان، خاصة وأنّ دخول جماعة الحزب وحلفائه الى عين الرمانة، والوصول الى مدرسة الفرير تحت شعار التظاهر أمام مجلس القضاء احتجاجاً على قرارات المحقق العدلي القاضي طارق البيطار كان نافراً، حتى هذه الاحتجاجات جاءت لتؤكد أنّ سبب انفجار المرفأ هو نيترات الأمونيوم التي كانت مخزّنة في العنبر رقم 12 في المرفأ، وهذه القضية أصبحت معروفة.

اليوم هناك غلطة كبيرة أخرى هي الدعوى التي أقامها الحزب ضد زعيم وطني، عنده تاريخ عريق في منطقة جبيل وجرودها، والمساهم في تأسيس «سيدة الجبل»، ويكفي الاسم كي نوجّه التحية لعائلة سعيد التي هي من العائلات المسيحية العريقة التي لها تاريخ وطني، ولها سجل في الخدمات الانسانية في هذه المنطقة، هذا الرجل الذي اسمه فارس سعيد هو اسم على مسمّى، يملك شعبية وطنية واسعة على مساحة الوطن، وهذا ما شهدناه أمام قصر العدل في بعبدا، إذ أنّ الإلتفاف الشعبي حوله كان من كل الطوائف من الوزير الشهيد الحي مروان حماده الى النائب والوزير المميّز أحمد فتفت الى محاميه زعيم منطقة البترون النائب بطرس حرب وابن الرئيس كميل شمعون.

هنيئاً لك يا صديقنا فارس سعيد، وإن شاء الله نهنئ بعضنا بالتحرير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى