أبرز الأخبار

الرابطة المارونية وحزب الله… تودُّد مفاجئ

كتب جان الفغالي في “أخبار اليوم”
في العادة، وكما هو معروف عنه، فإن حزب الله يدرس خطواته بعناية، فلا ارتجال لديه ولا تفرد من جانب اعضائه، انضباط صارم وهرمية دقيقة، واي خروج على هذه القواعد تعرِّض صاحبها للاستقالة الطوعية او للإقالة .
ضمن هذا السياق، تأتي زيارة وفدٍ من حزب الله لرئيس الرابطة المارونية خليل كرم، الذي استقبل الوفدَ منفردًا، ومن دون اي تفسير لعدم وجود اي عضو من الاعضاء الستة عشر للمجلس التنفيذي  للرابطة في اللقاء، اين نائب الرئيس؟ أين الامين العام؟…
هنا تُطرَح جملة من التساؤلات:
هل نوقش استقبال وفدٍ من حزب الله من قبل المجلس التنفيذي للرابطة؟
في حال الإيجاب، هل قُرَّ الراي على ان يستقبل رئيس الرابطة الوفدَ منفرِدًا؟
ما هي القضايا التي طُرِحَت في اللقاء (غير العموميات طبعًا)؟ على سبيل المثال لا الحصر، هل طُرِحَت الإشكالية المزمنة بوضع حزب الله يده على املاك الكنيسة المارونية في لاسا؟ وعلى بعض املاك المسيحيين في الضاحية الجنوبية والجنوب، ولاسيما بلدة رميش في فترات متلاحقة؟  الخبر الرسمي الموزَّع باهت، ومما ورد فيه أن “مسؤول العلاقات المسيحية في حزب الله الحاج محمد سعيد الخنسا والدكتور عبدالله زيعور (مسؤول التعليم العالي في التعبئة التربوية في حزب الله ومؤلف كتاب “الرؤية العلمية لدى الإمام الخامنئي”) زارا رئيس الرابطة المارونية السفير خليل كرم، الخنسا وزيعور قدما التهاني لمناسبة انتخاب كرم على رأس الرابطة، (انتخابات الرابطة تمت قبل تسعة أشهر) وبعيدي الميلاد ورأس السنة. وكان حوار مطول حول الوضع في لبنان من مختلف جوانبه، فشدد الطرفان على ضرورة ملء الشغور الرئاسي، وانتخاب رئيس للجمهورية”.
حين يكون اللقاء منفردًا، فإن الأجوبة عن هذه الأسئلة لا تكون متوافرة، وعليه، ألم يكن من الافضل والاجدى والأنفع  ان لا يقتصر الإستقبال على رئيس الرابطة بل ان يشارك فيه اعضاء من اللجنة التنفيذية، ولاسيما الكتَّاب واصحاب المؤلفات منهم؟ إلا إذا كان التفرد يخفي في طياته طموحات موسمها هذه الايام، وهي طموحات يعتقد البعض ان تحقيقها يمر في حارة حريك.
من باب الحِرص على الرابطة التي مرَّ على رئاستها رجالٌ كبار، لا بد من ان تكون الملفات والقضايا أكثر شفافية لئلا تتحوَّل الرابطة إلى منصَّة لطموحات، مشروعة، لكن السير فيها، لتحقيقها، يحتاج إلى آلية اكثر صراحة واكثر علميَّة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى