أبرز الأخبار

“حزب الله” يرصد معراب… خطرٌ يُحدق بترشيح قائد الجيش!

“ليبانون ديبايت” – محمد المدني

بقدرة قادر، بات اللبنانيون أمام معادلة إمّا سليمان فرنجية وإمّا قائد الجيش العماد جوزيف عون لرئاسة الجمهورية. لا أحد يعلم من طرح هذه المعادلة، أو من يريد فرضها على العباد، في وقت يعجّ السوق “الرئاسي” بأسماء “مارونية” بمواصفات عالية الجودة، إقتصادياً وسياسياً.

معظم النواب باتوا يتحدثون في مجالسهم الخاصة من منطلق هذه المعادلة غير “المفهومة”، ومروحة خياراتهم باتت تضيق مع مرور الوقت واستمرار الشغور الرئاسي. لكن آخرين، والمقصود هنا نواب “القوات اللبنانية” والكتائب والتغييريون، يرفضون هذه المعادلة كلياً ويعتبرونها محاولةً لفرض أمرٍ واقع.

 

في الأيام الأخيرة، تقدمت أسهم قائد الجيش بشكلٍ كبير. ومن الواضح أن الحراك الإقليمي والدولي، يذهب باتجاه رئيس تسوية للجمهورية اللبنانية، وأكثر من تتوافر فيه الشروط والمقبولية الدولية والعربية والداخلية في لبنان حالياً هو قائد الجيش.

سليمان فرنجية، رغم علاقاته مع معظم الأطراف الداخلية وقدرته على التواصل مع الدول العربية والدولية، لكنه لا يزال مرشّح “حزب الله” والنظام السوري، وهذه نقطة الضعف التي قد تقضي على فرنجية رئاسياً.

لكن ما غاب عن بال كثيرين، أن ترشيح فرنجية يُعطّل ترشيح قائد الجيش. “الثنائي الشيعي” متمسكٌ بفرنجية إلى أجلٍ غير مسمّى، وهذا ما يمنع انتقال جوزف عون من اليرزة إلى بعبدا. وبحسب مصادر “الثنائي”، فإنه ليس من السهل تخلّي “حزب الله” وحركة “أمل” عن رئيس تيار “المردة”، ويبقى قائد الجيش هو البديل عن فرنجية لا العكس، رغم كل ما يُحكى عن تسوية دولية – إقليمية ترفع من أسهم عون.

من خلال استطلاع آراء الكتل النيابية عموماً، وقوى المعارضة خصوصاً، يتبيّن أنه لا يمكن وضع فرنجية، في الخانة نفسها مع عون. فالأخير يندرج في خانة المرشّحين الذين يملكون صفة التوافق، بينما فرنجية يندرج في سياق خطّ الممانعة، كما رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، وهما يقولان بأنهما جزء من هذا الخط، ومع فكرة التكامل بين ما يسمّى “المقاومة” والدولة.

من دون شك، أن قائد الجيش هو من الشخصيات التي يمكن التوافق عليها، بينما مرشّح “حزب الله”، تعتبره المعارضة مرشّح تحدٍ ويصبّ في مصلحة فريق على حساب فريق آخر. لذلك “معادلة إمّا فرنجية وإمّا عون” مرفوضة.

بمعزلٍ عن الدور الكبير الذي يقوم به عون ولا يزال على رأس المؤسّسة العسكرية، إلاّ أن رئاسة الجمهورية أمر مختلف تماماً. الرئاسة منصبٌ سياسي بامتياز ويحتاج رؤيةً واضحة سياسية واقتصادية، على الرئيس إبرازها وعرضها على الكتل النيابية والأحزاب، ويجب على أي مرشّح أن يخوض غمار الإنتخابات الرئاسية، لا أن ينتظر تسويةً قطرية أو فرنسية تحمله من منصبٍ إلى آخر. حتى أن القائد عون يرفض الحديث عن موضوع رئاسة الجمهورية مع معظم النواب الذين يلتقونه.

طريق بعبدا لن يكون سالكاً أمام قائد الجيش، يكفي أن حليفي “حزب الله” أي “المردة” و”الوطني الحر”، لن يوافقا على تبنّي ترشيحه. ومخطىءٌ من يظن أن الحزب قد يسير بمرشح يحظى بدعم رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، بل العكس. حارة حريك تقوم برصد خيارات معراب الرئاسية لإفشالها، وإذا حاز قائد الجيش على ثقة ساكن معراب وأصوات نوابه، فهذا سيكون الخطر الذي يُحدق به وبترئيسه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى