أبرز الأخبار

هللويا: طوباويّة جديدة من أمّ لبنانية… من هي ماريا غورتي؟

نعمة جديدة نعم الله بها على لبنان بتطويب إيزابيل كريستينا مراد كامبوس”ماريا غورتي” البرازيلية من أم لبنانية.

من هي الطوباويّة الجديدة؟

هي ابنة خوسه مندس كامبوس وايلانا مراد كامبوس، ولدت في برباسينا – البرازيل في ٢٩ تموز من عام ١٩٦٢.

رغبت في دراسة الطب، فذهبت إلى خويس دي فورا عام ١٩٨٢، لكي تستعد لدخول الجامعة.

عاشت ككل الفتيات، تدرس، تسهر وتشارك في الحفلات، وفي الوقت عينه، كانت تتمتع بحياة الصلاة، وتحلم في أن تتخصص في طب الأطفال بغية مساعدة المحتاجين منهم، وخصوصاً الأشد فقراً، إضافة إلى الإهتمام بالأولاد والعجزة، مقتدية بعائلتها التي أحبّت روحانيّة القدّيس منصور دي بول، خصوصاً وأن والدها كان يرأس المجلس الرئيسي للجمعيّة في برباسينا…

في الأوّل من شهر أيلول من العام عينه، وبينما كان ذاك الرجل الحمّال، ينقل خزانة إلى شقة أخيها باولو روبيرتو الصغيرة، حاول اغتصابها، وبما أنّه لقي، مقاومة قويّة، راح يضربها على رأسها بالكرسي، ثم قيّدها، وكتم صوتها، ومزّق ثيابها، وبعد عجزه عن نيل مبتغاه منها، قتلها بلا رحمة، منزلاً عليها خمسة عشر ضربة موجعة.

موتها كان قاسياً على الجميع، سيّما عائلتها ومعارفها…

إن الطريقة التي أودت بحياتها، أو بالأحرى نمط عيشها، دفع بالعديد من الأشخاص أن يأخذوا المبادرة ويطالبوا بفتح دعوى إعلان تطويبها…

وافقت روما على الطلب المقدّم لها، في ٢٦ كانون الثاني من عام ٢٠٠١، وبدأت مسيرة التطويب من خلال التحضيرات في برباسينا، وعندها قبلت ايزابيل كريستينا من مجلس دعاوى القديسين لقب “خادمة الله”…

ثمانية سنوات من العمل، وجمع الشهادات والوثائق، إضافة إلى ترجمتها إلى اللغة الإيطاليّة، وإرسالها إلى روما وكان ذلك في عام ٢٠٠٩.

إعترف قداسة البابا فرنسيس باستشهادها، من خلال الوثيقة الصادرة في شهر تشرين الأول من عام ٢٠٢٠.

إن ضريحها الذي تحوّل إلى مكان صلاة وحجّ روحي، لا يزال في كنيسة سيّدة الرحمة في برباسينا، حيث قبلت سرّي العماد والإفخارستيا.

حدث التطويب- السبت ١٠ كانون الأوّل من عام ٢٠٢٢.

ترأس الكاردينال ريمومندو داماسينو أسيز الإحتفال الإفخارستي حيث أعلن تطويب خادمة الله الشابة الشهيدة، ايزابيل كريستينا مراد كامبوس، وسط مشاركة الآلاف من المؤمنين الذين أمّوا معبد سيّدة الرحمة في برباسينا…

في العظة التي ألقاها الكاردينال المحتفل، ذكّر بكلام الربّ يسوع: “لا تخافوا ممن يقتل الجسد وبعد ذلك لا يمكنه أن يقتل النفس…”، واعتبر ان الطوباويّة الجديدة لم تكن خائفة. “فدم الشهداء بزار المسيحيين الجدد”، بحسب القديس ترتليانوس، كما واستشهد بكلام الأسقف القدّيس أوسكار روميرو: “إن الإستشهاد نعمة من الله لا أستحقها، فمع التضحية بحياتي أرجو أن يكون دمي بزار الحريّة، وعلامة للرجاء الذي يصبح حقيقة…” وقال أيضاً: “إن ايزابيل كريستينا منذ طفولتها تعلمت فضائل الإنجيل، وزرعتها في قلبها…”، ثمّ وجه الكاردينال نداءً مدوّياً لإيقاف العنف ضد المرأة، وختم كلامه قائلاً: “ليساعدنا مثل الطوباويّة الجديدة، لكي نجدد إلتزامنا بالشهادة لأمانة الإنجيل من خلال تطابق الحياة مع المسيح…،

ليمنحنا مثلك أيّتها الطوباويّة، نعمة قبول الصلبان، والآلام والضيقات، والأوجاع في حياتنا اليوميّة…

فإنّنا وإن كنّا مع المسيح الشهيد بامتياز، شهيد الشهداء، فليس للخوف أيّ مكان ليعترينا…”

كلمات البابا فرنسيس.

خلال صلاة التبشير الملائكي التي أحتفل بها قداسة البابا فرنسيس في روما يوم الأحد الواقع في ٢٠٢٢/١٢/١١ ذكر قداسته الشابة الشهيدة سنة ١٩٨٢، عن عمر ٢٢ سنة، وذلك بسبب الحقد على الإيمان قائلاً: “ليكن مثلها البطولي ملهماً قبل كلّ شيء للشباب، لكي يعطوا شهادة سخيّة عن إيمانهم والتزامهم بالإنجيل”، وطلب من الجميع التصفيق للطوباويّة الجديدة.

حبذا لو قُدّمت دعوى الشهيدتين اللبنانيتين ميريم الأشقر وريا الشدياق، اللتين ماتتا بغية الحفاظ على عفتهما.

نعبدك أيّها الآب والابن والروح القدس، ونباركك من أجل القوّة والشجاعة التي تمنحها للكثيرين من أبناءك.

هناك نفوس سخيّة عديدة، ترفعنا من خلال مثلها!

تباركت أيّها الثالوث الأقدس في شخص الطوباويّة الجديدة ايزابيل كريستينا مراد كامبوس، التي ضحّت بحياتها لتدافع عن طهارتها وعفتها.

أعطنا نعمة الإقتداء بها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى