أخبار محلية

فرنجية يتعرّض للإبتزاز… وبرّي يتحرّك

“ليبانون ديبايت” – محمد المدني

يعيش رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، واقعاً سياسياً مُرّاً يتمثّل بحاجته الضرورية إلى أصوات نواب تكتّل “لبنان القوي” ليصل إلى سدّة رئاسة الجمهورية. هذا الواقع، لا يخفيه أحدٌ من نواب “التيّار الوطني الحر”، الذين يفاخرون باستحالة وصول فرنجية للرئاسة من دون أصواتهم.

“حزب الله”، الحليف الأساسي لكلّ من “المردة” و”الوطني الحر”، لديه قاعدة “رئاسية” لا يتراجع عنها، وهي إيصال فرنجية إلى قصر بعبدا مروراً برئيس “التيّار” النائب جبران باسيل، الذي يُعَدّ الإبن المُدلّل لحارة حريك. لكن موافقة باسيل على فرنجية دونها العديد من الشروط السياسية وغير السياسية، وهنا يكمن الخطر.

يعلم القاصي والداني أن موافقة باسيل على تبنّي فرنجية “not for free”، وهذا تحديداً ما يُقلق رئيس مجلس النواب نبيه برّي، الذي لا يريد لفرنجية أن يقع في فخّ الإبتزاز الذي ينصبه له باسيل، وأن يقوم رئيس “المردة” بتسليم رقبته لباسيل.

لذلك، تشهد الساحة السياسية حراكاً يقوده الرئيسان بري ونجيب ميقاتي، لحشد أصواتٍ نيابية لصالح فرنجية لحمايته من باسيل، وذلك، كي لا تكون أصوات نواب “التيار الوطني” وحدها المتحكّمة بمصير فرنجية “الرئاسي”. وما تصريح النائب جهاد الصمد يوم أمس، حول ضرورة تأمين توافق على فرنجية، إلاّ بداية لما ستحمله الأيام القادمة من تطورات “رئاسية” هامة.

في الوضع الحالي، تؤكد مصادر سياسية مطلعة على الملف الرئاسي، أنه من الصعب على “حزب الله” أن يُقنع باسيل بفرنجية، لكن الأكيد، أنه إذا خَيَّر “حزب الله” باسيل في مرحلة لاحقة بين فرنجية وشخصية أخرى كقائد الجيش العماد جوزف عون، فإن رئيس “التيار” سيختار فرنجية.

وكشفت المصادر، أن معركة الحزب اليوم، ليست إيصال فرنجية لرئاسة الجمهورية، لأن الحزب لا يريد رئيساً يُكرِّر تجربة الرئيس ميشال عون، وفرنجية سيكون رئيساً محسوباً على أنه مرشّح محور الممانعة، أو الرئيس التابع لمحور “حزب الله” تماماً كما عون، إلاّ في حال نجح فرنجية في أخذ الموافقة الأميركية – السعودية، وهذه الموافقة غير متوافرة حتى اللحظة.

وأوضحت المصادر نفسها، أن “حزب الله” حتى الآن لم يعلن تبنّيه ترشيح فرنجية، لأنه ينتظر مقايضةً مع الأميركيين والعرب. لذلك، يريد الحزب رئيساً يرضى عنه الأميركيون ودول الخليج، كي يعيد ترتيب علاقة لبنان مع هذه الدول التي لها دوراً كبيراً في دعم لبنان ونهوضه مجدداً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى